هلا كندا – أعلنت منظمة “هيومن كونسيرن إنترناشونال” الكندية، أنها تستعد لإدخال أول شحنة مساعدات غذائية إلى قطاع غزة منذ مارس الماضي، وذلك بعد شهور من الانتظار وعرقلة إدخال الإغاثة، في ظل أوضاع إنسانية وصفتها المنظمة بأنها “تجاوزت حدود الكارثة”.
وأكدت رئيسة المنظمة، محموده خان، أن شاحنتين محملتين بأكياس الطحين كانتا ستدخلان القطاع يوم الجمعة، إلا أن المنظمة قررت تأجيل الدخول بسبب مخاوف أمنية بعد تعرض شاحنات الإغاثة لنهب من قبل فلسطينيين يائسين من الجوع.
وقالت خان: “الوضع في غزة تخطى حدود الكارثة… المساعدات تتعرض للنهب، ما يجعل دخول الشاحنات خطراً على السكان والموظفين”، مشيرة إلى أن شاحنات إضافية محملة بالطحين و2080 صندوق طعام جاهزة لعبور الحدود بمجرد تأمين مسار آمن.
وأضافت أن إسرائيل لا تزال تفرض قيوداً كبيرة على نوع وكميات المساعدات، ولا تسمح بدخول أغذية جاهزة مثل حليب الأطفال أو اللحوم المعلبة، بل تقتصر على أغذية تحتاج إلى طهي مثل العدس والأرز، ما يجعل تقديم الغذاء يقتصر على “عدد السعرات” وليس القيمة الغذائية.
واتهمت المنظمة الحكومة الإسرائيلية بأنها “تحد من كمية ونوع الإغاثة بشكل متعمد لإبقاء سكان غزة ضمن مستوى محدد من سوء التغذية”، بينما تقول إسرائيل إنها تفي بالتزاماتها الإنسانية.
وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ مارس، زاعمة أن حركة “حماس” كانت تتاجر بالمساعدات لتمويل مقاتليها، وهو ما نفته وكالات الأمم المتحدة التي أكدت عدم وجود أدلة على حدوث ذلك على نطاق واسع.
وبعد أكثر من شهرين ونصف، سمحت إسرائيل بإطلاق مؤسسة أمريكية لتوزيع المساعدات، في حين قُتل مئات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي ومقاولين أمريكيين أثناء محاولتهم الوصول إلى تلك المساعدات.
وفي الأسبوع الماضي، خففت إسرائيل قليلاً من القيود، بالتزامن مع بدء قوات أردنية إسقاط مساعدات جوية مولتها الحكومة الكندية داخل غزة.
وأوضحت خان أن منظمتها تدير عيادتين طبيتين داخل القطاع تعانيان من نقص حاد في الأدوية والمعدات والوقود، مضيفة أن سكان غزة بحاجة ماسة لمياه نظيفة وغذاء مغذي بشكل دائم وليس مؤقت.
وقالت: “نحتاج إلى حل شامل… يشمل مياه نقية وغذاء مغذٍ بشكل دائم، وليس فقط لبضعة أيام”.
من جانبه، رفض السفير الإسرائيلي لدى كندا، إيدو مويد، الاتهامات بشأن التسبب في تجويع السكان، قائلاً إن إسرائيل “شريك نشط” في إدخال المساعدات الإنسانية وفقاً للقانون الدولي، مشيراً إلى إدخال 600 شاحنة خلال خمسة أيام.
غير أن الأمم المتحدة شددت على أن غزة تحتاج إلى 600 شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية، في حين لم تكن تتلقى سوى 70 شاحنة يومياً قبل التخفيف الأخير للقيود.
وتبادل الجانبان، إسرائيل والأمم المتحدة، الاتهامات بشأن تأخير وصول المساعدات، إذ تتهم إسرائيل الوكالات الأممية بعدم سحب الشاحنات من المعابر، بينما تشير الأمم المتحدة إلى تعقيدات في التنقل داخل مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وأن الرحلة الواحدة لإيصال المساعدات قد تستغرق 20 ساعة.
وأفاد شهود لوكالة “أسوشيتد برس” أن الشاحنات تتعرض لهجوم من حشود جائعة أو عصابات مسلحة فور دخولها غزة، وغالباً ما يطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه هذه الحشود، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا.
وأصدرت الأمم المتحدة مقطع فيديو يظهر تعرض قافلة إغاثية أممية لإطلاق نار تحذيري يوم الأربعاء، قبل أن يتجمع المئات حولها.
في المقابل، تنفي إسرائيل فرض قيود على أعداد الشاحنات، وتؤكد أنها تبحث عن أفضل الطرق لتسهيل دخول المساعدات الدولية إلى غزة.