هلا كندا – تجمع نشطاء ومؤيدون للقضية الفلسطينية أمام مكاتب وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) في شارع هورنبي بمدينة فانكوفر، للضغط على الحكومة الفيدرالية كي تُسرّع جهودها في مساعدة الفلسطينيين على لم شملهم مع عائلاتهم في كندا، بينما تستعد إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة.
واتهم المتظاهرون أوتاوا بالتقصير في الوفاء بوعودها تجاه الفلسطينيين المحاصرين، مؤكدين أن الوضع المأساوي في القطاع مع دخول الحرب عامها الثاني يتطلب تحركًا عاجلًا. وروى بعض المشاركين فقدانهم أفرادًا من عائلاتهم وظروفًا إنسانية وصفوها بالكارثية.
وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت في ديسمبر 2023 قبول 7500 فلسطيني من غزة ممن لديهم أقارب في كندا، عبر برنامج يمنح تصاريح عمل ودراسة وإقامة مؤقتة.
لكن ناشطين أكدوا أن التنفيذ يسير ببطء شديد، إذ لم يصل إلى كندا سوى أقل من 1000 فلسطيني، معظمهم غادروا بجهود شخصية وبمخاطرة كبيرة ودفعوا مبالغ غير قانونية عبر شركات في مصر.
وفي المقابل، أشار المحتجون إلى أن كندا استقبلت أكثر من 298 ألف لاجئ أوكراني ومنحت ما يزيد عن 8000 تأشيرة للإسرائيليين، معتبرين ذلك ازدواجية في التعامل.
وأكد منظمو الاعتصامات، التي امتدت إلى عدة مدن كندية، أن دولًا مثل فرنسا وألمانيا أثبتت أن إجلاء العائلات الفلسطينية من غزة أمر ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية.
وذكر محمد زقوت أن والدته وثلاثة من إخوته وأصهاره ما زالوا عالقين في غزة رغم تسجيلهم بالبرنامج الكندي، موضحًا أنهم اجتازوا جميع الإجراءات الأمنية وحصلوا على “أكواد” يفترض أن تتيح لهم الخروج، لكنهم ما زالوا بانتظار أن تتحرك كندا لنقلهم إلى مكان آمن لإتمام البصمات ومنحهم التأشيرات.
وقالت وزارة الهجرة في بيان إن عمليات الفحص الأمني لا يمكن إجراؤها داخل غزة بسبب غياب وجود رسمي لها هناك، مؤكدة أنها تواصل التنسيق مع السلطات المحلية لضمان سلامة المدنيين.
وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت إسرائيل خططًا لإعادة احتلال غزة سيتي ومناطق مكتظة أخرى، بعد فشل مفاوضات التهدئة الشهر الماضي، وأكد الجيش عزمه استدعاء 60 ألف جندي احتياط لاستهداف شبكة أنفاق حماس.
ويحذر مراقبون من أن التوسع العسكري سيعمّق المأساة الإنسانية في القطاع الذي يعيش فيه نحو مليوني نسمة معظمهم نازحون، في وقت حوّلت فيه الغارات مساحات واسعة إلى أنقاض ويواجه السكان خطر المجاعة.
ووفق وزارة الصحة في غزة، أسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 عن مقتل نحو 61,500 فلسطيني، فيما تشير إسرائيل إلى أن هجوم السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 آخرين، أُفرج عن أكثر من نصفهم في صفقات تبادل أو وقف إطلاق النار.