هلا كندا – دعت مجموعة من الأكاديميين الكنديين الحكومة الفيدرالية إلى تسريع معالجة طلبات تأشيرات الدراسة للطلاب الفلسطينيين، بعدما لقيت طالبتان توأمان مصرعهما في غارة جوية على غزة قبل أن يتمكنا من مغادرة القطاع والالتحاق بإحدى الجامعات الكندية.
وقال أيمن عويدة، رئيس شبكة «الطلبة والباحثين الفلسطينيين المعرّضين للخطر»، إن الطالبتين قُبلتا للدراسة في كندا، لكن الإجراءات البيروقراطية وغياب التمثيل الدبلوماسي الكندي في غزة حالت دون استكمال ملفاتهما.
وأوضح أن الشبكة، التي تضم أكاديميين متطوعين من كندا، نجحت في تأمين قبول لحوالي 70 طالبًا فلسطينيًا في جامعات كندية، كثير منهم حصلوا على منح دراسية كاملة، غير أن الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية عرقلت مغادرة عدد كبير منهم.
وأشار عويدة إلى أن 15 طالبًا آخر من المقبولين فقدوا أقارب من الدرجة الأولى بسبب القصف على غزة، كما أن بعضهم يعيش أوضاعًا إنسانية صعبة في مناطق مثل رفح.
وأكد أن الشبكة حاولت التواصل مع نواب كنديين لحل أزمة التأشيرات، لكن دون نتيجة، مضيفًا: “كندا أمام فرصة حقيقية لتثبت التزامها الإنساني وتفتح الأبواب لهؤلاء الطلبة”.
وتواجه الطالبة ميرا فليونة، البالغة من العمر 25 عامًا، وضعًا مشابهًا. إذ قُبلت في برنامج الهندسة الصناعية بجامعة ريجاينا وقدّمت طلب تأشيرتها منذ يوليو 2024، لكنها لم تتمكن من مغادرة غزة أو تسجيل بصماتها الحيوية المطلوبة لإكمال الطلب.
وقالت فليونة: “أعيش في خيمة مع عائلتي. لا أريد أن أُعدّ من بين الأموات، بل من بين الحالمين، من بين من يطمحون للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لكندا ولفلسطين”.
بدوره، أوضح ماثيو كروبوفيتش، المتحدث باسم دائرة الهجرة واللاجئين والجنسية الكندية، أن تسجيل البيانات الحيوية لا يمكن أن يتم من داخل غزة، وأن مغادرة القطاع تخضع لشروط الدول المجاورة مثل مصر وإسرائيل.
وأضاف أن الطلبات تخضع لإجراءات أمنية إضافية منذ هجوم 7 أكتوبر، ما قد يؤدي إلى تأخيرات إضافية.
ولا يزال معبر رفح مغلقًا منذ مايو 2024، ما زاد من تعقيد الأمور. وقالت فليونة إن أفراد عائلتها تمكنوا من العبور قبل خمسة أيام فقط من الإغلاق، وهي الآن تواجه خطر فقدان مقعدها الجامعي بسبب تأجيل القبول أكثر من مرة.
ويواجه أكاديميون مثل آرون شيفر، أستاذ علم الجينوم في جامعة ترينت، الموقف ذاته، حيث لا يزال أحد طلابه عالقًا في غزة منذ ثمانية أشهر، مضيفًا أن “الطالب فقد كثيرًا من وزنه بسبب نقص الغذاء الحاد”.
وأشار شيفر إلى أن ثلث الطلاب المقبولين موجودون بالفعل في مصر، لكن طلبات تأشيرتهم لا تزال معلقة.
وختمت فليونة بنداء قالت فيه: “نطلب من الحكومة الكندية أن تعاملنا كما عاملت طلابًا من أوكرانيا وسوريا… نريد أن نُمنح الفرصة لنعيش ونحقق أحلامنا”.