هلا كندا – في الأسبوع الذي سبق انطلاق الحملة الانتخابية العامة الخامسة والأربعين في 23 مارس، أطلق النواب الليبراليون موجة من الإنفاق ما قبل الانتخابات، معلنين عن التزامات تمويلية بلغت قيمتها 3.86 مليار دولار لـ411 مشروعًا مختلفًا في جميع أنحاء البلاد.
وقد صدرت بيانات صحفية وإعلانات عن هذه الالتزامات التمويلية من قبل 38 نائبًا ليبراليًا خلال ذلك الأسبوع الأخير، قاموا بتخصيص الأموال في 37 مجتمعًا مختلفًا من أقصى البلاد إلى أقصاها، من يلونايف إلى وينيبيغ وصولًا إلى سانت جونز.
وفي اليوم السابق لانطلاق الانتخابات فقط، وزّع 26 نائبًا 1.8 مليار دولار لدعم 116 مشروعًا مختلفًا في جميع أنحاء البلاد.
ومع ذلك، فإن هذا النمط تكرر خلال البرلمانات الأربعة الأخيرة، حيث تحتفظ “غلوبال نيوز” بقاعدة بيانات لكل التزامات الإنفاق التي قامت بها حكومة محافظة واحدة وثلاث حكومات ليبرالية.
وتشمل هذه البيانات أكثر من 67,000 مشروع حصل على تمويل فدرالي بين عامي 2011 و2025، وتستند المعلومات إلى البيانات الصحفية الصادرة عن الوزارات الفدرالية عند إعلان أحد النواب عن منحة أو مساهمة فدرالية.
ففي الأسبوع الأخير قبل انتخابات عام 2021، التي أسفرت عن حكومة أقلية ليبرالية، أعلن النواب الليبراليون عن التزامات تمويلية بقيمة 3.03 مليار دولار لـ495 مشروعًا.
أما المحافظون، فقد قاموا هم أيضًا بحملة إنفاق قبل انتخابات 2015، حيث وزعوا 430 شيكًا خلال الأسبوع الأخير من الحملة بقيمة إجمالية بلغت 2.7 مليار دولار. وأسفرت تلك الانتخابات عن فوز الليبراليين بأغلبية.
وخلال فترة البرلمان الرابع والأربعين الممتدة لأربع سنوات، أعلن النواب الليبراليون عن 22,290 مشروعًا حصل أو سيحصل على تمويل فدرالي، بإجمالي التزامات تمويلية تزيد قليلاً عن 110 مليارات دولار.
وكان أكبر مشروعين تم تمويلهما في الأسبوع الأخير من البرلمان الرابع والأربعين هما مشروعا نقل في كيبيك: “ترامواي مدينة كيبيك” وتمديد خط “بلو لاين” في مونتريال، حيث تلقيا “زيادات” تمويلية بقيمة 332.3 مليون دولار و650 مليون دولار على التوالي.
وقد أُقرّ تمويل هذه المشاريع من قبل النائب الليبرالي نيت إرسكين-سميث، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الإسكان والبنية التحتية والمجتمعات، غير أن البيان الصحفي أورد أسماء ثلاثة نواب ليبراليين من كيبيك — جان-إيف دوكلو، وجويل لايتباوند، وستيفن جيلبو، نائب مونتريال والممثل الشخصي لرئيس الوزراء مارك كارني في كيبيك — وجميعهم كانوا يشاركون في الحملة الانتخابية في اليوم التالي لتلك الإعلانات.
وفي اليوم نفسه، أي 22 مارس، أعلن جيلبو نيابة عن إرسكين-سميث عن تمويل قدره 400 مليون دولار لـ11 مشروعًا في البنية التحتية “الخضراء” في مختلف أنحاء كيبيك.
وكان أداء الليبراليين الانتخابي في كيبيك هو الأفضل منذ عقود، حيث فازوا بـ44 مقعدًا.
أما النائب الليبرالي تيري شيهان، الذي فاز بمقعد “سولت سانت ماري” في انتخابات 2015 و2019 و2021، فقد واجه تحديًا كبيرًا في انتخابات 2025 بسبب إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية.
فبعد أن كان يمثل المدينة فقط، أصبحت دائرته تمتد الآن عبر مئات الكيلومترات في شمال أونتاريو، من إليوت ليك شرقًا إلى وواوا شمال غربًا.
وبعد نقل نتائج انتخابات 2021 إلى الحدود الجديدة لدائرة “سولت سانت ماري–ألغوما”، أصبح شيهان، رغم كونه النائب الحالي، الطرف الأضعف، إذ إن غالبية ناخبي دائرته الجديدة صوتوا لصالح المحافظين في 2021.
ولهذا، بدأ شيهان منذ صيف 2024 بجولات خارج دائرته القديمة لتوزيع شيكات التمويل الفدرالي في المجتمعات التي أصبحت جزءًا من دائرته الجديدة في 2025.
ومن النادر أن يقوم نائب حكومي ليس وزيرًا بإعلان مشاريع تمويل في دوائر يمثلها نواب معارضون، لكن شيهان فعل ذلك: أولًا في وواوا يوم 26 يوليو 2024 حيث وزع أربعة شيكات بقيمة 972,057 دولارًا، ثم في إليوت ليك يوم 17 أكتوبر 2024 حيث وزع أربعة شيكات بقيمة 1.7 مليون دولار.
وفي الأسبوع الأخير قبل إعلان الانتخابات، زار شيهان مجتمع “سيربنت ريفر للأمم الأولى” يوم 20 مارس للإعلان عن تمويل قدره 108,000 دولار لإعداد خطة سياحية، ثم عاد إلى وواوا في 21 مارس لتوزيع شيكين بقيمة 1.8 مليون دولار. وتقع هذه المجتمعات جميعها ضمن دائرة النائب السابقة عن الحزب الديمقراطي الجديد كارول هيوز، وليس ضمن دائرته القديمة.
وفاز شيهان بالدائرة الجديدة “سولت سانت ماري–ألغوما”، التي أصبحت تشمل وواوا وإليوت ليك وسيربنت ريفر، بفارق 1,728 صوتًا، أي أقل من ثلاث نقاط مئوية.
لكن الظهور قبيل الحملات الانتخابية مصحوبًا بحفنة من الشيكات لا يضمن دائمًا النجاح الانتخابي. فعلى سبيل المثال، خسر الليبرالي جورج شاهال مقعده في شمال شرق كالغاري رغم إعلانه عن تمويل 13 مشروعًا مختلفًا في ألبرتا بقيمة إجمالية بلغت 8.3 مليون دولار في اليوم السابق لانطلاق الحملة، من بينها مليونا دولار لتوسعة مركز التحول الطاقي في كالغاري، و50 ألف دولار لدراسة حول الهيدروجين في مدينة غراند براري.
وقد أعلن شاهال عن هذه المشاريع نيابة عن أنيتا أناند، التي كانت تشغل منصب وزيرة التنمية الاقتصادية لغرب كندا.
وبالمثل، أنفقت الحكومة الليبرالية خلال سنوات البرلمان الرابع والأربعين ملايين الدولارات على مئات المشاريع في دائرة النائبة الليبرالية السابقة والوزيرة السابقة ديان لابوتيييه، حيث ذُكر اسمها في معظم البيانات الصحفية التي أعلنت عن إنفاق 242.42 مليون دولار على 267 مشروعًا في دائرة “غاسبيزي—إيل دو لا مادلين”، وهي ثاني أعلى نسبة مشاريع ممولة بين جميع الدوائر الـ343. لكن ذلك لم ينفعها، إذ خسرت أمام مرشح من الكتلة الكيبيكية في الدائرة الجديدة “غاسبيزي—إيل دو لا مادلين—ليستوغوج”.
وقد تجاوز عدد الالتزامات التمويلية خلال البرلمان الرابع والأربعين وقيمتها الإجمالية — 22,290 مشروعًا بقيمة 110 مليارات دولار — ما تم الإعلان عنه في أي من البرلمانات الثلاثة السابقة.
ففي البرلمان الحادي والأربعين الذي قاده ستيفن هاربر بأغلبية، أعلن النواب المحافظون عن 7,307 مشاريع تمويلية بقيمة 90 مليار دولار.
ويجدر بالذكر أن نواب المعارضة لا يعلنون عن التمويل. فأسماء النواب أو الوزراء التي ترد في البيانات الصحفية تكون دائمًا من نواب الحكومة فقط، رغم أن نواب المعارضة يساهمون أحيانًا في مساعدة المنظمات المحلية على الحصول على التمويل الفدرالي.
وخلال البرلمان الأول لحكومة ترودو (2015–2019)، أعلن النواب الليبراليون عن 20,672 مشروعًا بقيمة 80 مليار دولار. وفي البرلمان الثالث والأربعين (2019–2021)، أُعلن عن 16,761 مشروعًا بقيمة 29.5 مليار دولار.
أما في البرلمان الخامس والأربعين حتى الآن، فقد أعلن حكومة كارني عن أربع التزامات تمويلية فقط، أكبرها عقد بقيمة 410 ملايين دولار لإنشاء مركز علمي اتحادي للنقل والسلامة والتكنولوجيا في أوتاوا.