هلا كندا – شهدت كندا جدلا واسعا حول اختلاف جداول التطعيم بين المقاطعات في ظل تفشي الحصبة الذي سجل نحو خمسة آلاف إصابة ويهدد بفقدان البلاد وضعها كدولة خالية من المرض.
واكتشفت أسر انتقلت بين المقاطعات أن أبناءها متأخرون عن التطعيم بسبب تباين المواعيد، كما أوضحت الكندية جيد ميديروس التي انتقلت من أونتاريو إلى نيوبرنزويك عام 2020، حيث فوجئت بأن طفلتيها لم تستكملا التطعيمات وفق الجدول الجديد واضطرت إحداهما لتلقي عدة جرعات دفعة واحدة، بينما كان الجدول في أونتاريو أكثر تدرجا.
ويمنح معظم الأطفال في مقاطعات مثل ألبرتا وساسكاتشوان وكيبيك ونيوبرنزويك ونوفاسكوتشيا وجزيرة الأمير إدوارد ونيوفاوندلاند ولابرادور والأقاليم الشمالية جرعتي الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري المائي عند عمر 12 شهرا و18 شهرا.
وفي المقابل يؤجل الجدول في بريتش كولومبيا ويوكون وأونتاريو الجرعة الثانية إلى ما بين أربع وست سنوات مع اختلاف في طريقة الدمج بين لقاح الحصبة والجدري المائي، حيث يرى الأطباء أن تأجيل الجرعة الثانية يعزز المناعة عند دخول المدرسة، بينما يتيح التبكير بحمايتها للأطفال الأصغر سنا الذين لم يستجيبوا للجرعة الأولى.
وأكد خبراء الأمراض المعدية أن غياب دلائل حاسمة حول أفضلية أي جدول يعود إلى أن الجرعة الثانية لم تعتمد في كندا إلا عام 1996، أي قبل عامين فقط من إعلان القضاء على المرض، مما حال دون توافر بيانات كافية للمقارنة.
وتراجعت معدلات التطعيم ضد الحصبة في كندا من 86 في المئة عام 2019 إلى 76 في المئة عام 2023، وهو مستوى يقل كثيرا عن نسبة 95 في المئة المطلوبة لتحقيق المناعة المجتمعية، وذلك في ظل انتشار الشكوك والمعلومات المضللة حول اللقاحات بعد جائحة كورونا.
ودعت الجمعية الكندية لطب الأطفال منذ عام 1997 إلى توحيد جداول التطعيم بين المقاطعات، محذرة من أن الأطفال قد يتعرضون لخطر التخلف عن الجرعات الأساسية، كما جددت مطالبتها بإنشاء سجل وطني إلكتروني يتيح تخزين بيانات التطعيم وإرسال تذكيرات للأسر عند استحقاق الجرعات.
وفي الوقت الراهن تعتمد ست مقاطعات فقط هي ألبرتا وبريتش كولومبيا ومانيتوبا ونوفاسكوشا وكيبيك وساسكاتشوان سجلات إلكترونية، لكنها غير مرتبطة فيما بينها، بينما تبقى المقاطعات الأخرى معتمدة على متابعة الأطباء أو الأهالي أو المراكز الصحية المحلية.
وقال خبراء إن غياب سجل موحد يجعل الكثير من الأطفال مهددين بالتخلف عن التطعيم، خصوصا في ظل وجود ملايين الكنديين من دون طبيب عائلة، بينما أوضح أولياء أمور أن انشغالاتهم الحياتية اليومية تجعلهم يعتمدون على النظام الصحي لتذكيرهم بمواعيد اللقاحات، مؤكدين أن أي نظام رقمي موحد سيسهل متابعة التطعيم ويعزز حماية المجتمع من الأمراض المعدية.