هلا كندا – كشفت دراسة علمية حديثة أن الجرم العملاق “ثيا”، الذي اصطدم بالأرض قبل أكثر من 4.5 مليار سنة وتسبب في نشأة القمر، لم يأت من مكان بعيد، بل تشكل في جوار الأرض داخل النظام الشمسي الداخلي.
وقالت الدراسة إن “ثيا” كان جارًا للأرض قبل الاصطدام الهائل، وهو الحدث الذي غيّر شكل الكوكب وتركيبه ومداره، وأدى إلى ولادة القمر. ومع تدمّر “ثيا” بالكامل في التصادم، بقيت تساؤلات مهمة بلا إجابة حول طبيعته وحجمه ومكوناته.
وأوضح قائد الفريق البحثي تيمو هوب أن التحليل الجديد يشير إلى أن الأرض وثيا تشكلا في المنطقة نفسها من النظام الشمسي، وأنهما كانا متجاورين قبل الاصطدام.
واعتمد العلماء على تحليل نسب النظائر في الصخور الأرضية والقمرية، وهي نسب تعمل كبصمة تحدد المكان الذي تكوّن فيه أي جسم في النظام الشمسي. وأكدت النتائج التشابه الكبير بين تركيب الأرض والقمر.
وتوصل الفريق إلى أن بعض العناصر الموجودة اليوم في وشاح الأرض، مثل الحديد، جاءت من ثيا، إذ كانت نواة الأرض قد تشكلت قبل الاصطدام، مما يجعل الحديد في الطبقات العليا وافدًا من الخارج.
كما استعان الباحثون بتركيب النيازك البدائية التي تمثل مواد مختلفة من أنحاء النظام الشمسي.
وأظهرت المقارنات أن تركيب ثيا المقترح لا يشبه أي نوع معروف من النيازك، ما يشير إلى أنه تشكل من مواد فريدة غير معروفة في العينات المتاحة.
وترجح الدراسة أن ثيا نشأ في منطقة أقرب إلى الشمس من موقع تشكل الأرض، وهو ما يقدم رؤية جديدة حول تنوع المواد التي شكلت كواكب النظام الشمسي في مراحله الأولى.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


