هلا كندا – تواصل حرائق الغابات اشتعالها في مختلف أنحاء كندا، حيث التهمت النيران حتى الآن مساحة تعادل ضعف المعدل المسجل خلال السنوات العشر الماضية، وفقًا لأحدث تقرير فني صادر عن الحكومة الفيدرالية.
وأكد التقرير أن الحرائق ستستمر على الأرجح حتى سبتمبر المقبل، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وجفاف التربة، ما جعل موسم 2025 أحد أكثر مواسم الحرائق قسوة على الإطلاق.
وقال التقرير إن غرب كندا كان الأكثر تضررًا، حيث سجلت هذه المنطقة أكبر مساحة محروقة حتى الآن، بالتزامن مع صدور العديد من تحذيرات جودة الهواء في مناطق مختلفة من البلاد.
وصرّحت جولي دابروسين، وزيرة البيئة وتغير المناخ، خلال مؤتمر صحفي: “نحن نعلم أن تغير المناخ يلعب دورًا كبيرًا. فارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى مواسم جفاف أطول ودرجات حرارة أعلى، ما يزيد من خطر اندلاع الحرائق.”
وأضافت أن هذه التغيرات لا تهدد البيئة فحسب، بل تؤثر أيضًا على صحة وسلامة ومعيشة المجتمعات في كندا.
الوضع الحالي في كندا
وحتى 18 يوليو، بلغ عدد الحرائق النشطة 561 حريقًا، مقارنة بـ544 في اليوم السابق، بينها 69 حريقًا خارج السيطرة، وفقًا لوكالة الموارد الطبيعية الكندية.
ويشير “مستوى الاستعداد الوطني” – وهو مقياس يحدد مدى انشغال الموارد والطلب على الدعم – إلى المستوى الخامس، وهو الأعلى. وتتصدر كل من ساسكاتشوان ومانيتوبا هذا المستوى، بينما تقع معظم المقاطعات الأخرى عند المستوى الثالث.
ورغم أن مانيتوبا والأقاليم الشمالية ويوكون سجّلت أكبر عدد من الحرائق منذ بداية العام، إلا أن بريتش كولومبيا وألبرتا تحتضنان حاليًا أكبر عدد من الحرائق التي تخضع لـ”استجابة كاملة”.
وقد احترقت أكثر من 5.5 ملايين هكتار منذ يناير حتى 18 يوليو، وهو رقم يتجاوز ضعف متوسط الحرائق لعشر سنوات والذي يبلغ 2.12 مليون هكتار.
ويرجّح التقرير أن درجات الحرارة الأعلى من المعتاد ونقص الأمطار كانتا من العوامل الأساسية في تفاقم الوضع. فمن يوليو 2024 إلى يونيو 2025، كانت درجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية في معظم كندا، في حين سجلت بريتش كولومبيا قيمًا قريبة من المعدل.
وفي يونيو 2025، شهدت المناطق الحدودية مع الولايات المتحدة درجات حرارة أعلى من المعتاد، بينما عاشت البلاد ظروف جفاف ممتدة لأكثر من عامين.
ومن أبريل إلى يونيو، كانت معدلات الأمطار “أقل بكثير من الطبيعي” من بريتش كولومبيا حتى شمال غرب أونتاريو، بينما سجلت المناطق الشرقية هطولًا أعلى من المعتاد خلال نفس الفترة.
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية تيم هودجسون إن الحرائق لم تعد مجرد مشكلة بيئية، بل تحدٍّ اقتصادي خطير.
وأضاف: “في عام واحد فقط، تجاوزت قيمة الأضرار المؤمن عليها 8.5 مليار دولار. ووفقًا للتقديرات، قد تتضاعف تكاليف مكافحة الحرائق بحلول عام 2040.”
ماذا ينتظر كندا في الأشهر المقبلة؟
تتوقع وزارة البيئة الكندية درجات حرارة أعلى من المعدل في جميع أنحاء البلاد خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، مع أمطار أقل من المعتاد في بريتش كولومبيا ومقاطعات البراري.
ويتوقع التقرير استمرار ارتفاع خطر اندلاع الحرائق في يوليو، خصوصًا في جنوب الأقاليم الشمالية الغربية، بسبب الجفاف الحاد.
وفي أغسطس، يرجّح أن تستمر الحرارة المرتفعة في معظم أنحاء كندا، مع تحسن نسبي في معدلات الأمطار بالمناطق الشرقية، ما قد يقلل من خطر الحرائق هناك. بالمقابل، يُتوقع أن تكون بريتش كولومبيا الأكثر عرضة للحرائق خلال أغسطس.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني