هلا كندا – بينما يستعد معظم طلاب أونتاريو لختام عطلتهم الصيفية، عاد طلاب بعض المدارس إلى مقاعد الدراسة منذ ثلاثة أسابيع، ضمن ما يُعرف بـ”نموذج التقويم المدرسي المتوازن”.
في مدرسة “توني بونتس” الابتدائية بمدينة كالدون، بدأ العام الدراسي في أواخر يوليو، ضمن جدول دراسي مختلف عن التقويم التقليدي الذي يمتد من سبتمبر إلى يونيو. ورغم أن عدد أيام الدراسة لا يختلف، إلا أن توزيع فترات الراحة خلال العام مختلف تمامًا.
روبرتو سارجو، والد لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، يقول إن جميع أطفاله التحقوا بمدرسة توني بونتس منذ الروضة، ولم يعرفوا تقويمًا مدرسيًا آخر، حيث يقول: “لقد كانت تجربة رائعة، التقويم المتوازن يناسب عائلتنا بشكل مثالي”، قال سارجو، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس أولياء الأمور في المدرسة.
وأوضح أن أحد أبرز فوائد هذا النظام هو تقليص مدة العطلة الصيفية الطويلة، ما يخفف الأعباء المالية المرتبطة برعاية الأطفال أو تسجيلهم في المخيمات الصيفية. كما أن فترات الراحة المتكررة خلال العام، كأسبوع في أكتوبر، وثلاثة أسابيع في ديسمبر، وأسبوع في فبراير، وعطلة ربيعية تمتد لأسبوعين في مارس، تساعد على تقليل الإجهاد لدى التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين على حد سواء.
ووافقت وزارة التعليم في أونتاريو على تطبيق تقويم مدرسي معدّل في 15 مدرسة عبر المقاطعة للعام الدراسي 2025-2026، من بينها أربع مدارس في منطقة بيل، ومدارس أخرى في تورونتو، دورهام، يورك، وأوتاوا.
مدرسة توني بونتس، التي تضم الآن أكثر من 700 طالب، كانت من بين أوائل المدارس التي اعتمدت هذا النموذج بفضل توفر نظام تكييف مركزي، وهو عنصر حاسم في ظل غياب التكييف في 257 من أصل 260 مبنى مدرسي ضمن مجلس بيل التعليمي، وفقًا لما أوضحه ستان كاميرون، عضو مجلس الأمناء في بيل.
كما أعرب كاميرون عن أمله في أن تعتمد مدرسة ابتدائية جديدة يجري التخطيط لإنشائها في منطقة “مايفيلد ويست” بمدينة كالدون نفس النظام، حيث قال: “سأواصل الضغط من أجل اعتماد هذا النموذج بشكل أوسع. إنه يتماشى مع خطة المجلس الاستراتيجية لتعزيز التحصيل الدراسي، والصحة النفسية، والمساواة، والانخراط المجتمعي.”
رأي الخبراء: التقويم المتوازن أكثر فاعلية وإنصافًا
تود كانينغهام، أستاذ مشارك في جامعة تورونتو وأخصائي نفسي تربوي، أعرب عن دعمه الكامل لهذا النموذج بعد دراسة طويلة لتأثيرات العطلة الصيفية الممتدة على تعلم الطلاب.
وقال: “التقويم التقليدي يزيد من الفجوة الأكاديمية، خصوصًا للطلاب الذين يواجهون تحديات تعليمية. النموذج المتوازن يوفر استمرارية أفضل تدعم الصحة النفسية.”
ويرى كانينغهام أن الطلاب من الأسر ذات الدخل المحدود أو من عائلات مهاجرة يستفيدون بشكل خاص من هذا النموذج، الذي يحد من “الركود الصيفي”، أي التراجع في مستوى الطلاب خلال العطلة الطويلة.
و النموذج المتوازن لا يشكل حلًا شاملًا لكافة تحديات النظام التعليمي، يعتبره جزءًا مهمًا من الحل، إلا أنه أشار إلى أن تعميمه يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية، وهو أمر قد لا يحظى بالأولوية حاليًا لدى الحكومة.
وأضاف: “لو كان لدي عصا سحرية وموارد غير محدودة، لطبّقت النموذج على نطاق واسع، لكن في ظل الموارد الحالية، قد لا يكون هذا هو المجال الأول الذي توجه إليه الأموال.”