هلا كندا – يتوقّع خبراء ومتابعون أن يواجه سكان تورونتو الكبرى مزيداً من الازدحام المروري واختناقات النقل العام خلال الأشهر المقبلة، مع شروع عدد من كبرى الشركات والمؤسسات في فرض أيام عمل إضافية داخل المكاتب.
وقالت جنيفر كيسمات، الرئيسة السابقة للتخطيط في بلدية تورونتو، إن العودة الواسعة إلى المكاتب قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة، خاصة وأن أعداد مستخدمي النقل العام انخفضت منذ الجائحة، فيما يتجه مزيد من السكان إلى استخدام سياراتهم.
وأوضحت أن البنية التحتية في العديد من المدن الكندية لا تستوعب زيادة حتى ولو طفيفة في حركة المركبات.
من جانبه، أشار جيلس غيرسون، رئيس مجلس تجارة منطقة تورونتو، إلى أنّ الازدحام تفاقم بسبب أكثر من مليون سيارة إضافية دخلت شوارع المدينة خلال العقدين الأخيرين، إضافة إلى عوامل أخرى مثل مواقف السيارات على الطرق ومسارات الدراجات والمساحات المخصّصة للمطاعم في الصيف.
وتستعد مصارف كبرى، مثل BMO وRBC وTD وScotiabank، لفرض دوام حضوري أربعة أيام أسبوعياً اعتباراً من الخريف، فيما طلبت Rogers Communications من موظفيها العودة أربعة أيام في أكتوبر مع التوجّه إلى خمسة أيام مطلع العام المقبل.
كما فرضت حكومة أونتاريو على موظفيها العموميين العودة إلى المكاتب أربعة أيام أسبوعياً بدءاً من 20 أكتوبر، وصولاً إلى دوام كامل العام المقبل، إذ يرى رئيس الوزراء دوغ فورد أن الإنتاجية أعلى بالحضور الشخصي.
بدورها، أكدت هيئة النقل في تورونتو (TTC) أنها سترفع مستوى الخدمة في سبتمبر بشكل موسمي، وأن لديها القدرة على استيعاب زيادة في أعداد الركاب أيام الإثنين والجمعة التي تشهد عادة إقبالاً أقل، مع الاستعداد لتوفير خدمات إضافية إذا لزم الأمر.
وفي المقابل، ترى كارين تشابل، مديرة “مدرسة المدن” في جامعة تورونتو، أن تأثير قرارات العودة إلى المكاتب على الازدحام سيكون محدوداً نسبياً، إذ لا تتجاوز الزيادة في أعداد الموظفين الحضوريين بوسط المدينة بضع نقاط مئوية.
ومع ذلك، تبقى تورونتو من بين أكثر المدن ازدحاماً في أميركا الشمالية.
وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكندية أن نسبة الكنديين الذين يتنقّلون للعمل ارتفعت للشهر الرابع على التوالي لتصل في مايو الماضي إلى 82,6% مقارنة بـ75,7% في مايو 2021 خلال فترة قيود الجائحة.
ويعتبر غيرسون أن عودة الموظفين ستنعش وسط المدينة، بما يصب في مصلحة المتاجر والمطاعم المتضررة منذ الجائحة، كما ستسهم في دعم قيمة المباني المكتبية وتقليص معدلات الشغور.
وأكد أن بلدية تورونتو تبنّت بالفعل خطة عمل لمكافحة الازدحام أعدّها مجلس التجارة، تشمل تحسين التنسيق بين مشاريع البناء وتشديد الرقابة على إغلاق الطرق.
لكن كيسمات شددت على أن الحل يكمن في استعادة الثقة بالنقل العام وتحسين الخدمة، لافتةً إلى أن البنية التحتية القائمة تسمح بتشغيل القطارات بكفاءة أعلى مما هو معمول به حالياً.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني