هلا كندا – ابتداءً من يوم أمس الاثنين، ألغت كندا الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها منذ مارس الماضي على مجموعة واسعة من السلع المستوردة من الولايات المتحدة، وبينها البرتقال والمشروبات الكحولية والملابس والأحذية والدراجات النارية ومستحضرات التجميل.
وأعلن رئيس الوزراء مارك كارني قبل عشرة أيام أن أوتاوا ستتخلى عن هذه الرسوم على المنتجات المشمولة باتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA) اعتبارًا من الأول من سبتمبر، ما يتيح استيراد سلع أميركية بقيمة تفوق 40 مليار دولار دون رسوم إضافية بعدما خضعت سابقًا لرسوم بنسبة 25%.
وتبقي كندا الرسوم على الصلب والألومنيوم والسيارات المستوردة من الولايات المتحدة، في ظل استمرار واشنطن بفرض رسوم مماثلة على وارداتها الكندية من هذه السلع.
وأكد كارني أن الهدف من القرار هو تركيز الجهود على إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية المقررة العام المقبل، مشددًا على أهمية القطاعات الاستراتيجية كالصُلب والألومنيوم والسيارات وخشب البناء، ومشيرًا إلى وجود فرصة لبناء شراكة اقتصادية وأمنية مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، واصل الجانبان محادثاتهما خلال الأسبوع الماضي، حيث زار الوزير الكندي المسؤول عن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة دومينيك لوبلان واشنطن، والتقى وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، واصفًا اللقاء بأنه “طويل وبنّاء” ساعد الطرفين على فهم الخطوات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق.
واتفق الطرفان على الحفاظ على سرية تفاصيل المحادثات، فيما أكد لوبلان أن كندا والولايات المتحدة تعملان “بحسن نية”.
ويأتي ذلك في وقت يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي لولاية ثانية غير متصلة بالأولى (2017-2021)، استخدام الرسوم الجمركية كأداة لإعادة توجيه التجارة العالمية، ما تسبب في تصاعد التوترات مع شركاء تجاريين عدة، بينهم كندا التي تُعد الولايات المتحدة أكبر شركائها الاقتصاديين.