هلا كندا – قالت امرأة من أونتاريو تبلغ من العمر 62 عامًا إن شقيقها توفي في شمال غزة جوعا، أثناء انتظاره رد رسمي من الحكومة الفيدرالية حول ما إذا كان بإمكانه القدوم إلى كندا.
واكتشفت سوسن قرشولي في مقابلة حصرية على CP24، من خلال منشور على فيسبوك أن شقيقها إسماعيل قرشولي قد توفي في 4 مارس ، بعد حوالي شهرين من تقدمه بطلب للحصول على فيزا له ولإبنته البالغة 25 عاما، من أجل القدوم إلى كندا ضمن البرنامج الذي أعلنت عنه الحكومة الفيدرالية.
وقالت سون إن ابنته، لينا قرشولي، أصبحت الآن وحيدة في شمال غزة، وتحاول البقاء على قيد الحياة في مركز ما وصفه المسؤولون الدوليون بالكارثة الإنسانية.
وأكدت أيضا إن رغبتها الوحيدة هي أن تساعد الحكومة الفيدرالية ابنة أخيها على الهروب للعيش معها في كندا، البلد الذي اعتبرته سوسن موطنًا لها لأكثر من عقدين من الزمن.
وقال إبن سوسن، ماركوس قرشولي (36 عاما) بصوت متكسر: “بدأت أمي في ترتيب الغرفة وإصلاح كل شيء، ولكننا نشعر بالصدمة لأنهم غير قادرين على فعل أي شيء… لقد كان الأمر مجرد الكثير من الوقت، والجهد الضائع، والكثير من الأمل الزائف”.
وأطلقت الحكومة الكندية برنامجا في يناير لتقديم تأشيرات مؤقتة لما يصل إلى 1000 فلسطيني في قطاع غزة ممن لديهم عائلات ممتدة في كندا، بشرط أن تدعمهم عائلاتهم عند وصولهم.
وتقدمت سوسن قرشولي بطلب لأقاربها يوم إطلاق البرنامج، وقالت إن الطلب كان مربكًا ومكلفًا، ولم تتلق أي رد من الحكومة الفيدرالية في النهاية حول ما إذا كان أقاربها قد تم قبولهم، أو ما إذا كان بإمكانهم الوصول بأمان إلى مصر للمعالجة النهائية.
وقالت إدارة الهجرة الفيدرالية في بيان إنه حتى 11 مارس ، تم قبول 986 طلبًا للمعالجة بموجب البرنامج، لكن 14 شخصًا فقط تمكنوا من العبور من غزة إلى مصر لإجراء الفحوصات النهائية المطلوبة وتم السماح لهم بالقدوم إلى كندا.
وبالمقارنة، قالت السلطات الأسترالية إنها أصدرت ما يقرب من 2300 تأشيرة للفلسطينيين بين بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 و6 فبراير.
وحتى 7 مارس، أصدرت أيرلندا 90 تأشيرة منذ 7 أكتوبر، حسبما جاء في رسالة بالبريد الإلكتروني من مسؤولي الهجرة الأيرلنديين.
وأعرب وزير الهجرة مارك ميلر عن إحباطه من عجز كندا عندما يتعلق الأمر بتسهيل عبور أفراد الأسرة المعتمدين إلى مصر.
وقال في أوتاوا يوم الاثنين إن كندا تناشد مصر وإسرائيل للسماح لهؤلاء الأشخاص بالخروج حتى يتمكنوا من استكمال الفحص الأمني في القاهرة والحصول على تأشيرة دخول.
وأضاف أن كندا مستعدة لاستقبال أكثر من 1000 متقدم، لكنه لم يحدد عددهم.
وكان إسماعيل قرشولي يستمتع بالتقاعد من مهنة طويلة كمدير للتعليم عندما اندلعت الحرب التي خلفت أكثر من 32 ألف قتيل فلسطيني.
وقد أدت الحرب إلى نزوح 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني من منازلهم، بما في ذلك عائلة قرشولي
كان قرشولي يبلغ من العمر 67 عامًا عندما توفي، ولم تعد هناك مستشفيات عاملة في شمال غزة، وبالتالي لم يكن هناك طبيب يعلن وفاته أو يحدد كيفية وفاته.
وجعل انقطاع التيار الكهربائي والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية من الصعب على عائلة قرشولي البقاء على اتصال مع أقاربهم في غزة، لكن سوسن قالت إن الصور المرسلة إليها عبر اتصالات الإنترنت المحدودة أظهرت أن شقيقها اللطيف والمحبوب والمحترم أصبح رجلاً ضعيفًا جائعًا، وكان نقص الغذاء سبب وفاته.
وقال ماركوس إن لينا كانت تتحدث كثيرًا عن مدى جوعها هي ووالدها.
ويأمل هو ووالدته الآن أن يُسمح لـ “لينا” بالقدوم إلى كندا لأسباب إنسانية، لأنها غير مؤهلة لبرنامج التأشيرة الكندية بمفردها.
