هلا كندا – يستعد رئيس الوزراء مارك كارني لزيارة الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في محاولة لإيجاد حل لأزمة الرسوم الجمركية المفروضة على قطاعات الصلب والألمنيوم الكندية، وفق ما نقل مصدر حكومي.
وتعد هذه الزيارة الثانية لكارني إلى واشنطن منذ انتخابه في أبريل الماضي، في وقت شهدت فيه الرسوم الأميركية على الصلب والألمنيوم والخشب ارتفاعاً ملحوظاً.
وقال إيريك ميلر، الخبير في العلاقات الأميركية الكندية ورئيس مجموعة “ريدو بوتوماك” في واشنطن، إن “كارني يدرك المخاطر السياسية للذهاب إلى البيت الأبيض، لكنه يفضّل خوضها بدلاً من انتظار الحل في أوتاوا”.
وكان كارني قد وصف ترامب الشهر الماضي بأنه “رجل عصري”، مشيراً إلى أن الاتصال بينهما مستمر عبر اللقاءات والرسائل النصية.
ورأت كيلي آن شو، المستشارة التجارية السابقة في البيت الأبيض، أن الزعماء الذين بنوا علاقات شخصية مع ترامب حققوا نجاحاً أكبر في التفاهم معه، لكنها حذّرت من أن المفاوضات المرتقبة ستكون صعبة ومعقدة، مشيرة إلى أن أي تخفيض في الرسوم الجمركية سيتطلب اتفاقاً أشمل يشمل قضايا التجارة والأمن القومي.
وفي الداخل، يواجه كارني ضغوطاً لإنجاز اتفاق، رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الكنديين يدركون صعوبة التعامل مع ترامب.
بينما ركّز زعيم المحافظين بيير بولييفر انتقاداته على الآثار الاقتصادية للرسوم مثل تراجع الاستثمارات وارتفاع الأسعار.
وقال ديفيد ماكلاكلين، رئيس ديوان رئيس الوزراء الأسبق براين مولروني، إن “هذه المعركة تخص كارني وحده، وإذا فشل فسيكون لذلك ثمن سياسي ثقيل”.
ورغم بعض التفاؤل داخل الأوساط الليبرالية بإمكانية تحقيق انفراج، يرى المراقبون والمستثمرون أن اتفاقاً تجارياً قريباً غير مرجح، إذ إن الولايات المتحدة تستفيد حالياً من الوضع القائم وتواصل جني الرسوم دون خسارة في انفتاح السوق الأميركية الشمالية.
وقالت رابطة الألمنيوم الكندية إنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق خلال اللقاء، لكنها أكدت أن التوصل إلى حل قبل مراجعة اتفاق التجارة الثلاثي (CUSMA) أمر حيوي.
واعتبر الخبراء أن الزيارة ستشكل اختباراً لعلاقة كارني بترامب، مشيرين إلى أنه حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق فوري، فإن الحفاظ على قنوات التواصل يمثل مكسباً بحد ذاته.
وختم ماكلاكلين بالقول: “على كارني أن يجد التوازن الدقيق بين الحزم والمرونة، والبيت الأبيض ليس مكاناً سهلاً لفعل ذلك، لكنه لا يملك خياراً آخر”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني