هلا كندا – رغم المؤشرات الإيجابية التي أعلنتها القوات المسلحة الكندية مؤخرًا، مثل ارتفاع معدلات التجنيد، وزيادة الرواتب، وتدفق التمويلات الجديدة، إلا أن الواقع يكشف عن أزمة خطيرة في الجاهزية القتالية.
فبحسب تقرير لموقع ناشيونال سكيورتي جورنال، فإن الجيش الكندي لا يزال غير مستعد لخوض حرب حديثة، سواء في أوروبا أو في القطب الشمالي.
جاهزية محدودة في أوروبا
تعد مشاركة كندا في عمليات حلف الناتو أبرز مظاهر التزامها الأمني، إلا أن قدرتها العسكرية الفعلية ضعيفة.
كما انتشار حوالي 3000 جندي كندي في لاتفيا ضمن مهمة الوجود المتقدم المعزز للناتو، يُعد أكبر انتشار خارجي منذ أفغانستان.
ورغم أهميته السياسية لردع روسيا بعد غزو أوكرانيا، فإن هذه القوات مجهزة بشكل محدود وتشمل دبابات ومدفعية خفيفة وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى، مما يجعلها غير قادرة على خوض قتال طويل الأمد.
كما صُممت هذه القوة لتكون بمثابة فخ دفاعي يبطئ الهجوم المحتمل أكثر من كونها لواءً قتالياً مستداماً، على عكس المعايير التي التزمت بها كندا تاريخيًا في ألمانيا وأفغانستان.
مقارنة بالدور التاريخي لكندا
خلال الحرب الباردة، حافظت كندا على قوة قوامها 10,000 جندي في ألمانيا الغربية مزودين بدبابات وطائرات، كجزء أساسي من قوة الردع الأطلسية.
وفي أفغانستان، نشرت كندا نحو 3,000 جندي في قندها، وتحملت أعباء قتالية كبيرة مع خسائر تجاوزت 150 قتيلاً.
هذه السوابق تؤكد أن كندا كانت قادرة في الماضي على تقديم مساهمات مستدامة، وهو ما لا يتحقق اليوم.
تحديات القطب الشمالي
في القطب الشمالي، تتزايد التهديدات مع ذوبان الجليد وفتح ممرات بحرية وموارد متنازع عليها، حيث أن روسيا عززت وجودها العسكري هناك، فيما تصف الصين نفسها بأنها “دولة قريبة من القطب”.
أما كندا، فتعتمد على حراس القطب الشمالي (Rangers) المجهزين بأسلحة خفيفة، وعلى سفن هاري دي وولف التي لا تصلح للحرب عالية الكثافة.
كما أن البنية التحتية الشمالية من مهابط وموانئ قديمة، ومنشأة نانيسيفيك البحرية محدودة الاستخدام.
نقص الجاهزية والتجهيزات
إحصاءات الجاهزية تبرز واقعًا مقلقًا:
أقل من 50٪ من المركبات صالحة للخدمة.
غواصة واحدة فقط من أصل أربع تعمل بشكل كامل.
تأخر برامج التسليح؛ أول دفعة من مقاتلات F-35 (16 طائرة) قيد الشراء، بينما مصير الـ72 المتبقية غير مؤكد.
طائرات P-8A Poseidon لن تكتمل قبل 2026، والطائرات المسيّرة MQ-9B SkyGuardian متوقعة في 2028.
أنظمة الدفاع الجوي والغواصات الجديدة لا تزال في مرحلة الدراسة.
رغم التحسن في التجنيد، يبقى نقص الأفراد والاحتفاظ بهم مشكلة مزمنة.
دور رمزي لا جوهري
التقرير يخلص إلى أن مساهمات كندا العسكرية الحالية رمزية أكثر من كونها حاسمة، سواء في أوروبا أو القطب الشمالي.
ففي حين تؤمن كندا ضمانات سياسية لحلفائها، فإن قوتها القتالية الفعلية محدودة وتعتمد على الدعم الأمريكي، وهو ما يتناقض مع الدور الكبير الذي لعبته في الماضي بألمانيا وأفغانستان.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني