هلا كندا – طرح سكان من منطقة فندي-سانت مارتينز في مقاطعة نيو برونزويك مبادرة لإنشاء “ممر سماوي مظلم” على طول ساحل فندي، بهدف الحفاظ على نقاء السماء ليلاً من التلوث الضوئي، وتعزيز السياحة الفلكية في المنطقة.
ويقترح القائمون على المبادرة أن يمتد الممر من منتزه “نيو ريفر بيتش” الإقليمي وصولاً إلى منتزه “هوبويل روكس” الإقليمي، ليضم ستة مواقع معتمدة كـ”مواقع سماوية مظلمة”، ما يجعله أعلى تركيز من هذا النوع في العالم، بمسافة تتراوح بين 160 و180 كيلومتراً.
وأكد المصور الفلكي ستيفان بيكار، الذي يقود هذه المبادرة، أن حماية ظلمة السماء في هذه المنطقة تتيح للسكان والزوار رؤية واضحة لمجرة درب التبانة والظواهر الكونية، وتسهم في إعادة ارتباط الناس بعظمة السماء.
ولفت إلى أن التلوث الضوئي يحرم 60% من الكنديين و80% من الأميركيين من مشاهدة مجرة درب التبانة.
ويتمتع ساحل فندي بمستويات منخفضة من التلوث الضوئي، ما يجعله مكاناً مثالياً لمراقبة النجوم، فيما يستقطب الموقع أكثر من 150 ألف سائح سنوياً بفضل مناظره الطبيعية وتضاريسه البحرية الفريدة.
ويسعى بيكار، بالتعاون مع المجتمع المحلي، إلى إدراج بلدية فندي-سانت مارتينز والمتنزهات المجاورة ضمن المواقع المعتمدة رسمياً كمناطق سماوية مظلمة.
وتضم المنطقة حالياً منتزه فندي الوطني ومنتزه إيرفينغ في سانت جون ضمن هذا التصنيف.
من جانبها، وصفت رئيسة غرفة التجارة في سانت مارتينز، إلين شانن، المبادرة بأنها فرصة لتعزيز السياحة البيئية والاقتصادية، مؤكدة أن حماية السماء ليلاً تعود بالفائدة على الإنسان والطبيعة والحياة البرية.
وأكدت أن الزوار يبحثون عن وجهات جديدة بعيدة عن الأماكن التقليدية، وأن السياحة الفلكية توفر تجربة فريدة تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس بلدية فندي-سانت مارتينز، جيم بيدفورد، أن المجلس البلدي منح اللجنة المسؤولة عن المشروع خطاب دعم رسمي يتيح لها التقدم بطلبات تمويل، غير أن المشروع لا يزال بحاجة إلى مشاورات عامة إضافية، كما يتطلب تحديد ما إذا كانت الخطة الريفية للبلدية بحاجة إلى تعديل.
وشدد بيدفورد على أن سكان المنطقة لديهم تساؤلات كثيرة بشأن تأثير المشروع عليهم، وأن المجلس لن يمنح الموافقة النهائية قبل استكمال جميع مراحل التشاور المجتمعي.
وتُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في كندا، وفقاً للجمعية الملكية الفلكية الكندية، التي أكدت أن إنشاء ممر سماوي مظلم على طول ساحل فندي سيضع كندا في موقع ريادي عالمياً في مجال حماية السماء ليلاً من التلوث الضوئي.
وقالت آشلي نورثكوت، من الجمعية الملكية الفلكية، إن المشروع طموح ومثير، وإن كندا تملك موقعاً فريداً يجعلها قادرة على قيادة جهود الحفاظ على السماء ليلاً، إذا ما تم تنفيذ المشروع بنجاح.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني