هلا كندا – قد تؤدي التغييرات المقترحة في خدمات بريد كندا (Canada Post) إلى إنهاء جزء من خدمة التوصيل اليومي للبريد إلى المنازل، وفقاً لتقرير جديد صادر عن لجنة التحقيق الصناعي (IIC) بشأن النزاع العمالي بين المؤسسة الفدرالية ونقابة عمال البريد الكنديين (CUPW).
ونُشر التقرير الجمعة، قبل أيام فقط من احتمال عودة موظفي Canada Post إلى الإضراب، بعد جلسات استماع أجراها المفوض ويليام كابلان في فبراير، لمراجعة الوضع المالي للمؤسسة والتزامات النقابة المتعلقة بأمن الوظائف والتوظيف بدوام كامل.
وقال كابلان إن مؤسسة البريد تواجه “أزمة وجودية”، حيث كتب في التقرير “هي فعلياً في حالة إفلاس أو على وشك الإفلاس. من دون تغييرات مدروسة وعاجلة، ستستمر أوضاعها المالية في التدهور”.
وأوضح كابلان أن الخطوط الثلاثة الأساسية لأعمال المؤسسة — البريد الورقي، التسويق المباشر، والبريد الطردي — تشهد تراجعاً بسبب التحول الرقمي والمنافسة القوية من القطاع الخاص في توصيل الطرود.
وقال كابلان “حتى وقت قريب، كانت Canada Post قادرة على الحفاظ على استدامتها المالية من خلال نظام الدعم المتبادل، حيث كانت خدمات التوصيل منخفضة التكلفة في المناطق الحضرية تدعم نظيرتها في المناطق الريفية والنائية والمجتمعات الأصلية”.
توصيات اللجنة: مرونة، تعديل المعايير، وتخفيض الخدمات
وتضمن تقرير كابلان توصيات للمؤسسة الفدرالية بشأن مفاوضاتها مع نقابة CUPW، أبرزها:
تعديل الاتفاقيات الجماعية للسماح باستخدام مرن للموظفين بدوام جزئي خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع، على أن يحصل هؤلاء الموظفون على نفس الأجور والشروط، بما في ذلك الاستفادة النسبية من المزايا أو تعويضات بديلة، والتقاعد.
أولوية التوظيف في هذه المناصب يجب أن تُمنح للموظفين الحاليين.
تعديل الميثاق البريدي بحيث لا يستمر في فرض معايير تسليم غير قابلة للتطبيق، بما في ذلك التخلص التدريجي من التوصيل اليومي للبريد الورقي إلى العناوين الفردية، واستبداله بصناديق بريد جماعية حيثما أمكن. في المقابل، يجب الحفاظ على التوصيل اليومي للمؤسسات التجارية.
رفع الحظر المفروض على إغلاق مكاتب البريد الريفية، ومراجعة سياسة صناديق البريد المجتمعية.
يرى كابلان أن هذه التوصيات، إن نُفذت، يمكن أن تنقذ المؤسسة من الإفلاس، حيث قال “قد تعيد هذه التغييرات بعض التوازن المالي إلى Canada Post، مما يسمح لها بالاستمرار في أداء التزام الخدمة الشاملة — سواء للبريد الورقي أو الطرود — لكن بطريقة تعكس واقع عام 2025، حيث تراجع استخدام الرسائل الورقية واشتدت المنافسة في سوق الطرود.”
وأضاف: “العالم تغيّر، ويجب على كل من Canada Post وCUPW التكيّف. الاكتفاء بالتعديلات الشكلية لم يعد خياراً.”
خلفية النزاع العمالي
عُيّن كابلان لرئاسة اللجنة في ديسمبر الماضي، بعد أن نفذ أكثر من 55 ألف عامل في Canada Post إضراباً في منتصف نوفمبر استمر 32 يوماً، ما تسبب بتأخيرات كبيرة في التوصيل خلال موسم عيد الميلاد.
وتدخلت الحكومة الفدرالية في ديسمبر وأمرت العمال بالعودة إلى العمل، بموجب صلاحيات وزير العمل وفقاً لقانون العمل الكندي.
وتأتي هذه التطورات في وقت قد يشهد فيه القطاع اللوجستي في كندا مزيداً من الاضطرابات، إذ قد ينضم أعضاء نقابة Unifor العاملين في DHL Express Canada إلى دائرة الإضرابات الشهر المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع صاحب العمل.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني