أخبار هلا كندا – يتجه المزيد من الكنديين هذا الموسم نحو إبقاء خطط سفرهم داخل كندا ، متأثرين بميزانيات ضيقة، وانخفاض أسعار الرحلات الداخلية، وتراجع الإقبال على السفر الدولي بعد فترة الطفرة التي تلت جائحة كورونا، بالإضافة إلى تأثير انخفاض قيمة الدولار الكندي.
انخفاض السفر إلى الولايات المتحدة وزيادة الرحلات المحلية
تشير التقارير إلى انخفاض عدد الرحلات الجوية الكندية المتجهة إلى الولايات المتحدة من كندا في ديسمبر بنسبة 2.5% مقارنة بالعام الماضي، في حين شهدت الرحلات الداخلية في كندا زيادة كبيرة بنسبة 10%. هذه الزيادة في سعة الرحلات المحلية أسهمت في تخفيض أسعار التذاكر، حيث انخفضت تكلفة السفر الجوي داخل كندا بنسبة 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
تحديات اقتصادية وتأثيرها على القرارات
تعاني الأسر الكندية من ضغوط مالية متزايدة، ما يدفع الأجيال الشابة، مثل جيل الألفية والجيل Z، للتفكير ملياً قبل إنفاق الأموال على التجارب الترفيهية، بما فيها السفر. ورغم بعض التحسن في الاقتصاد، مثل انخفاض أسعار الفائدة والسيطرة النسبية على التضخم، إلا أن تكاليف المعيشة المرتفعة والسكن ما زالت تشكل أولوية للعديد من الأسر.
ضعف الدولار الكندي وتداعياته
تفاقمت التحديات مع انخفاض قيمة الدولار الكندي، حيث بلغ سعر الصرف نحو 72 سنتًا أمريكيًا، وهو أدنى مستوى له منذ سنوات. وقد زادت التوقعات بضعف إضافي للعملة عقب تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية.
هذا الانخفاض في سعر الصرف أثر بشكل كبير على الكنديين الذين يفضلون قضاء فصل الشتاء في وجهات أمريكية مثل فلوريدا، أريزونا، وكاليفورنيا، ما جعل السفر إلى هذه الوجهات أكثر تكلفة.
تأثير المخاوف الاقتصادية على قرارات السفر
أظهر استطلاع حديث أجرته إحدى منصات السفر أن أكثر من نصف الكنديين يخططون لتأجيل رحلاتهم خلال فترة العطلات. هذا التوجه يعكس تأثير المخاوف المالية وعدم اليقين الاقتصادي على خطط السفر، ما يدفع الكنديين للبحث عن خيارات محلية توفر تجربة سفر أقل تكلفة مع دعم السياحة الوطنية.
السياحة الداخلية كفرصة للانتعاش
بالرغم من هذه التحديات، يرى خبراء السياحة أن هذا التوجه نحو السفر المحلي يمكن أن يمثل فرصة لتعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة في مناطق سياحية تقدم تجارب متنوعة بأسعار تنافسية. الوجهات الكندية مثل جبال الروكي، كيبيك، ومنطقة الأطلسي توفر خيارات مميزة للسياح الكنديين الذين يفضلون استكشاف جمال بلادهم بدلاً من التوجه إلى الخارج.
التوجه المستقبلي
مع استمرار التغيرات الاقتصادية، من المتوقع أن تبقى السياحة الداخلية خياراً رئيسياً للكنديين، خاصة مع تعزيز النقل المحلي وتحسين الخدمات السياحية. كما أن هذه الفترة تمثل فرصة للحكومات المحلية وشركات السياحة لتقديم عروض جاذبة تدعم هذا التوجه وتعزز من مكانة كندا كوجهة سياحية مفضلة حتى للكنديين أنفسهم.