اخبار هلا كندا – لم يقم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض الرسوم الجمركية الكبيرة التي هدد بها في يومه الأول في البيت الأبيض، وهو ما أثار ارتياح القادة الفيدراليين والإقليميين في كندا، الذين يرون أن أمامهم فرصة جديدة للتفاوض معه حول القضايا التجارية المثيرة للجدل.
مهلة للتفاوض قبل فرض الرسوم
أوضح مصدر اقتصادي رفيع المستوى لهلا كندا أن هناك أملاً في أن يختار ترامب دراسة ديناميكية التجارة عبر الحدود بدلاً من اتخاذ إجراءات فورية.
وأشار المصدر إلى أن هذه الخطوة قد تمنح كندا فترة تصل إلى ستة أشهر من الإعفاء المؤقت من الرسوم الجمركية، وهو ما يعد فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأوراق على الصعيد الاقتصادي والتجاري.
من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، عن أهمية هذا التطور، قائلة: “هذا خبر جديد ومهم، وفي الوقت نفسه، سنواصل العمل على منع فرض الرسوم الجمركية والتحضير لردودنا.” وأضافت أن الحكومة تعمل على خطة طويلة الأجل لتوسيع قاعدة الاقتصاد الكندي وتنويعه، مع التركيز على إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات والأقاليم.
تهديدات ترامب السابقة ورد الفعل الكندي
في نوفمبر الماضي، صرّح ترامب أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك ضمن سلسلة من الأوامر التنفيذية فور توليه المنصب. هذا التصريح دفع الحكومة الكندية إلى تنظيم استجابة موحدة تمثلت في عقد اجتماع استثنائي بين رئيس الوزراء جاستن ترودو وحكام المقاطعات، لمناقشة تداعيات هذا القرار والتحضير لأي تصعيد محتمل.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب قرر تأجيل تنفيذ هذه التعريفات الجمركية، مع إصدار “مذكرة شاملة” تطالب الوكالات الفيدرالية بدراسة السياسات التجارية الأمريكية. كما تهدف هذه المذكرة إلى تقييم العجز التجاري وتحديد طبيعة العلاقات الاقتصادية للولايات المتحدة مع كل من كندا والمكسيك والصين.
تصريحات ترامب في خطاب التنصيب
في خطاب تنصيبه، أكد ترامب التزامه بإصلاح النظام التجاري الأمريكي قائلاً: “سنبدأ فورًا في إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأمريكيين. بدلاً من فرض الضرائب على مواطنينا لإثراء دول أخرى، سنفرض الرسوم الجمركية لجلب الأموال إلى خزينتنا.” هذه التصريحات وضعت الدول المجاورة للولايات المتحدة، بما في ذلك كندا، في حالة ترقب لتوجهات الإدارة الجديدة.
ردود فعل المسؤولين الكنديين
رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حرص على تجنب التصعيد المباشر، حيث أصدر بيانًا هنأ فيه ترامب بمناسبة توليه الرئاسة، واصفًا العلاقة الكندية الأمريكية بأنها “أنجح شراكة اقتصادية في العالم.” ومع ذلك، أبدى مسؤولون آخرون قلقهم من التهديدات الأمريكية. فقد أعرب دوج فورد، رئيس حكومة أونتاريو، عن مخاوفه بشأن استهداف أونتاريو، التي تُعد قوة صناعية رئيسية في كندا.
في المقابل، أبدت دانييل سميث، رئيسة حكومة ألبرتا، تفاؤلها بإمكانية تجنب هذه الرسوم إذا تم اتخاذ خطوات لمعالجة القضايا الخلافية مثل أمن الحدود والهجرة غير الشرعية. كما شددت على أهمية استخدام المهلة الحالية لتقوية العلاقات عبر الحدود بدلاً من تصعيد الخطاب أو التفكير في إجراءات انتقامية.
استعداد كندا لمواجهة التحديات
يجتمع مجلس وزراء ترودو لتحضير خطة استجابة من ثلاث مراحل، تتضمن التحرك الفوري إذا أقدمت إدارة ترامب على أي خطوة جدية لفرض الرسوم. في هذه الأثناء، تسعى كندا جاهدة لتعزيز علاقاتها التجارية مع دول أخرى وتنويع شركائها التجاريين للتقليل من اعتمادها على الولايات المتحدة.
ختامًا، يمكن القول إن تأجيل ترامب لفرض الرسوم الجمركية يمنح كندا فرصة نادرة لإعادة ترتيب أولوياتها الاقتصادية والتجارية، في ظل التحديات التي تلوح في الأفق مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
