اخبار هلا كندا – في يوم حافل بالاضطرابات السياسية لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وحكومته، لفتت الاستقالة المفاجئة لنائب رئيس الوزراء ووزيرة المالية، كريستيا فريلاند، أنظار العالم، بما في ذلك الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وكتب ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” مساء الاثنين: “إن ولاية كندا العظمى مصدومة باستقالة وزيرة المالية، أو إقالتها من قِبل الحاكم جاستن ترودو.”
وأضاف ترامب: “سلوكها كان سامًا تمامًا، ولا يساعد إطلاقًا على إبرام صفقات تعود بالنفع على المواطنين الكنديين غير الراضين إطلاقًا عن وضعهم الحالي.” وختم منشوره قائلاً: “لن يفتقدها أحد!!!”
استقالة فريلاند
وجاءت استقالة فريلاند قبل ساعات فقط من تقديمها البيان الاقتصادي لخريف هذا العام، مما شكل ضربة سياسية قوية لترودو وحكومته.
وبحسب رسالة الاستقالة التي نشرتها فريلاند، بدا واضحًا أن الخلافات بينها وبين ترودو حول كيفية التعامل مع تهديدات ترامب التجارية كانت العامل الحاسم في انهيار علاقتهما السياسية.
وقالت فريلاند في رسالتها: “نظرًا للتأثير الاقتصادي المحتمل للإجراءات التجارية الأميركية، يتعين علينا الحفاظ على قوتنا المالية وعدم اللجوء إلى الحيل السياسية المكلفة التي لا يمكننا تحملها، والتي تجعل الكنديين يشكون في إدراكنا لخطورة اللحظة.”
وأضافت: “بلدنا يواجه اليوم تحديًا خطيرًا. الإدارة المقبلة في الولايات المتحدة تنتهج سياسة قومية اقتصادية عدائية. إن تعاملنا مع هذا التهديد سيحدد مصيرنا لجيل كامل، وربما لأكثر من ذلك.”
وتتزامن هذه التطورات مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية، ما لم تتخذ كندا خطوات لوقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود المشتركة بين البلدين. هذا التهديد يضيف ضغوطًا إضافية على حكومة ترودو مع اقتراب موعد تنصيب الإدارة الجمهورية الجديدة في يناير.
يُذكر أن ترامب أشار مجددًا إلى رئيس الوزراء الكندي بلقب “الحاكم جاستن ترودو”، وهي المرة الثانية التي يستخدم فيها هذا التعبير خلال أسبوع، بعد تصريح ترودو بأن كندا “سترد” إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في فرض الرسوم الجمركية.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى السؤال: كيف ستواجه الحكومة الكندية التحديات الاقتصادية والدبلوماسية المتزايدة في الفترة المقبلة؟