هلا كندا – بعد أن كان التنكر بزي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من أكثر الأزياء رواجاً في مواسم هالوين السابقة، تقول متاجر الأزياء في كندا إن هذا الخيار أصبح باهتاً ومستهلكاً في عام 2025، حيث لم يعد الناس يجدونه مضحكاً كما في السابق.
وأكد أصحاب متاجر تأجير وبيع الأزياء في إدمونتون وهاميلتون أن الطلب على الباروكات الشقراء وربطات العنق الحمراء التي كانت تميز مظهر ترامب قد تراجع بشكل كبير هذا العام، بعد أن كانت الأزياء المستوحاة من شخصيته تحقق مبيعات مرتفعة خلال حملته الانتخابية الأولى عام 2016.
وتشير بعض المتاجر إلى أن الخطاب السياسي المتوتر بين كندا والولايات المتحدة خلال الولاية الثانية لترامب، ولا سيما بعد تصريحاته التي ألمح فيها إلى أن كندا قد تصبح “الولاية الـ51”، جعل كثيراً من الكنديين ينفرون من الرموز السياسية الأميركية، حتى في أجواء الدعابة.
وفي مدينة هاميلتون، حيث تأثرت صناعة الصلب المحلية بالرسوم الجمركية الأميركية، قال موظفو متاجر الأزياء إنهم لم يتلقوا أي طلبات هذا العام لأزياء ترامب، بينما ازداد الاهتمام بأزياء الشرطة الملكية الكندية (Mounties) والرموز الوطنية الكندية الأخرى.
وأشارت بعض المتاجر إلى أن الزبائن باتوا يطلبون إزالة العلم الأميركي من أزياء جاهزة مثل بذلات “توب غان”، واستبداله بـعلم كندا، في تعبير واضح عن الاعتزاز بالهوية الكندية.
وقالت إحدى الزبونات في إدمونتون إن التنكر بشخصية ترامب “أصبح شيئاً مكرراً ومملاً”، فيما وصف آخرون الفكرة بأنها “حساسة” في ظل الانقسام السياسي القائم.
وأضافت متاجر الأزياء أن الطلب هذا العام يميل إلى الكلاسيكيات مثل أزياء المهرجين ومصاصي الدماء، بينما تراجع الاهتمام بأزياء المشاهير الأميركيين وحتى بنجوم البوب مثل كاتي بيري، التي كانت من أكثر الأزياء طلباً في الماضي.
كما لاحظت المتاجر أن كثيراً من الزبائن أصبحوا يسألون عن بلد المنشأ للمنتجات، ويفضّلون شراء مستلزمات مصنوعة في كندا، في خطوة تعكس رغبة الكنديين في دعم الصناعات المحلية خلال موسم الهالوين.
تُظهر توجهات موسم هالوين 2025 تغيراً في الذوق العام لدى الكنديين، الذين باتوا يفضلون الابتعاد عن الرموز السياسية الجدلية، في ظل توترات متزايدة بين أوتاوا وواشنطن بسبب الخلافات التجارية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس رغبة المجتمع الكندي في الفصل بين الترفيه والسياسة، والعودة إلى الأجواء التقليدية المبهجة التي تميّز الاحتفال بالهالوين، بعيداً عن السخرية من السياسيين أو الانخراط في النقاشات الحادة.
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


