هلا كندا – أنهى رئيس الوزراء مارك كارني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعهما رفيع المستوى في البيت الأبيض، في وقت عبّر فيه الجانبان عن رغبة حذرة في إحراز تقدم بشأن الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم التي أثارت توترًا تجاريًا بين البلدين منذ أشهر.
وقال وزير التجارة الكندي دومينيك لوبلان إن الوفد الكندي يغادر واشنطن “بشعور قوي بأن إدارة ترامب مستعدة لصياغة إطار جديد يخدم المصالح الاقتصادية والأمنية للبلدين”، مضيفًا: “أنا شخص متفائل، واليوم أشعر بتفاؤل أكبر مما كنت عليه قبل وصولنا إلى واشنطن”.
وضم الوفد الكندي أيضًا وزيرة الخارجية أنيتا أناند، ووزيرة الصناعة ميلاني جولي، ووزير الموارد الطبيعية تيم هودجسون، إضافة إلى السفيرة الكندية لدى الولايات المتحدة كيرستن هيلمان.
وخلال اللقاء، وصف ترامب كارني بأنه “رئيس وزراء عظيم”، مضيفًا: “لقد أحببته منذ البداية، ولدينا علاقة قوية رغم بعض الخلافات الطبيعية”.
وأشار إلى أن المحادثات تناولت ملفات التجارة والأمن والوضع في غزة، مؤكدًا وجود “حب متبادل رغم الخلافات”.
وأثار ترامب مجددًا الجدل بتصريحه حول “اندماج كندا والولايات المتحدة”، إذ قال مازحًا إن إنجازه المقبل قد يكون “اتحاد البلدين”، وهو ما رد عليه كارني بابتسامة قائلاً: “هذا ليس ما كنت أقصده”.
وجاء الاجتماع في خضم حرب تجارية ممتدة منذ فبراير الماضي، بعدما فرض ترامب رسوماً شاملة على السلع الكندية بذريعة الأمن الحدودي، قبل أن يتم تقليصها لتشمل فقط المنتجات غير المشمولة باتفاق كوسما (CUSMA).
ومع ذلك، واصل الرئيس الأمريكي فرض رسوم إضافية على الصلب والألمنيوم والنحاس والسيارات، وأعلن عن نية توسيعها لتشمل الأخشاب والشاحنات الثقيلة.
وردّت كندا في أغسطس الماضي بإلغاء عدد من الرسوم الانتقامية على السلع المشمولة بالاتفاق التجاري، كما ألغت ضريبة الخدمات الرقمية المثيرة للجدل، واستجابت لمطالب واشنطن بتعزيز الإنفاق الدفاعي وتسريع تنفيذ خطة حدودية بقيمة 1.3 مليار دولار وتعيين منسق وطني لمكافحة الفنتانيل.
ووصف ترامب المفاوضات بأنها “اتفاق معقد ربما أكثر من أي اتفاق تجاري آخر”، مضيفًا: “لدينا صراع طبيعي، لكن لدينا أيضًا حب متبادل”.
من جانبه، قلّل لوبلان من التوقعات بشأن اتفاق فوري، موضحًا: “لم نأتِ هنا بتوقع توقيع اتفاق تفصيلي اليوم، لكننا نأمل تحقيق تقدم قريب”.
وفي المقابل، دعا زعيم المعارضة الكندية بيير بويليفر في رسالة مفتوحة كارني إلى “تحقيق انتصار تفاوضي حقيقي”، محذرًا من العودة إلى البلاد “بالوعود المكسورة والصور الدعائية فقط”.
أما رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد، فانتقد الرسوم الأمريكية بشدة في مقابلة مع “سي إن إن”، قائلاً: “الولايات المتحدة تعتمد على الألمنيوم والصلب الكندي في الصناعات العسكرية والجوية والبناء، والطريقة الأفضل لخلق وظائف وتقليل التضخم هي إبرام اتفاق مع كندا”.
وأضاف فورد في تصريحات أخرى من تورونتو: “استمرار الخلاف التجاري يشبه تلقي اللكمات يوميًا في ساحة المدرسة… حان وقت الرد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق”.
وتجدر الإشارة إلى أن كندا والولايات المتحدة أطلقتا مشاورات حول مراجعة اتفاق كوسما التجاري، الذي كان مقررًا مبدئيًا مراجعته العام المقبل.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني