هلا كندا- حذّر زعيم الحكومة الكندية في مجلس العموم ستيفن ماكينيون من أنّ الحكومة الفدرالية ستضطر لاتخاذ “خيارات صعبة” في موازنة الخريف المرتقب طرحها في أكتوبر المقبل، وهي الأولى في عهد رئيس الوزراء مارك كارني.
وقال ماكينيون، الأحد، إنّ “الحكومة أنفقت بعجز كبير منذ جائحة كورونا لدعم الكنديين، والآن علينا اتخاذ قرارات لضبط أوضاعنا المالية”، مؤكداً أنّ الهدف يتمثل في خفض الهدر والإنفاق غير الضروري وجعل الإنفاق الفدرالي أكثر كفاءة.
وكان كارني قد وصف الموازنة المقبلة بأنها مزيج بين “التقشف” و”الاستثمار”، موضحاً أنّ حكومته ستسعى إلى تقليص النفقات التشغيلية مقابل ضخ أموال في مشاريع تحفّز النمو الاقتصادي.
وسبق أن طلب وزير المالية فرانسوا-فيليب شامبان ورئيس مجلس الخزانة شفق علي من الوزراء إيجاد وفورات تصل إلى 15% من الإنفاق التشغيلي اليومي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ويواجه كارني تساؤلات حول كيفية تحقيق وعوده الانتخابية بـ”تقييد” حجم الوظائف العامة دون تقليصها، مع خفض 15 مليار دولار سنوياً بحلول 2028، وفي الوقت نفسه تخصيص مليارات إضافية للدفاع ودعم الرسوم الجمركية.
وقال ماكينيون إن الحكومة لا تدخل هذه المرحلة بنية تقليص أعداد الموظفين العموميين، بل لإعادة تقييم الدور المناسب للحكومة في قطاعات مختلفة من الاقتصاد، مضيفاً: “لن أجمّل الأمور، هناك خيارات صعبة علينا اتخاذها لصالح الشباب والفئات الأكثر ضعفاً وضمان استمرار برامج الرعاية الصحية والخدمات الأساسية”.
ويقدّر تقرير صادر عن مكتب الميزانية البرلمانية أن تصل تكلفة موظفي الخدمة العامة الفدرالية إلى 71.1 مليار دولار في 2024-2025 لترتفع إلى 76.2 مليار دولار بحلول 2029-2030، فيما حذّرت النقابات من أي خفض في الإنفاق قد يضر بالخدمات المقدمة للكنديين.
وعلى صعيد آخر، يواجه كارني ضغوطاً بشأن أجندة المناخ، بعد تقارير رجّحت احتمال تخلّي الحكومة عن سقف انبعاثات النفط والغاز إذا التزمت شركات الطاقة وألبرتا بخفض بصمتها الكربونية بطرق أخرى.
ورفض ماكينيون التعليق المباشر على هذه الأنباء، مكتفياً بالقول إنّ كندا “ستظل رائدة عالمياً في التكنولوجيا البيئية”، فيما شددت وزيرة البيئة جولي دابروسين على التزام أوتاوا بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، مع تقديم تحديث لاحق بشأن أهداف 2030 و2035.
وفي المقابل، أكدت رئيسة وزراء ألبرتا دانييل سميث عقب لقائها كارني الأسبوع الماضي أنّها طالبت بإلغاء سقف الانبعاثات، معتبرة أن “الأهداف المرحلية عديمة الواقعية وقد تؤدي إلى إلغاء مشاريع كبرى أو إغلاقها”، لكنها أشارت إلى أنّ رئيس الوزراء أبدى “براغماتية إيجابية” في هذا الملف.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني