هلا كندا – يعتزم وزير المالية الكندي فرانسوا-فيليب شامبان ووزيرة الخارجية أنيتا أناند عقد اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين في الحكومة المكسيكية والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، يومي الثلاثاء والأربعاء في مكسيكو سيتي، في إطار مساعٍ كندية لتوسيع شراكاتها التجارية خارج نطاق الولايات المتحدة.
وأكد مسؤولون حكوميون كنديون أن المحادثات ستتناول العلاقات التجارية والعلاقات الثنائية الأشمل، بعد توتر شهدته العلاقة خلال العام الماضي إثر دعوة رئيس وزراء أونتاريو، دوج فورد، إلى توقيع اتفاق تجاري ثنائي بين كندا والولايات المتحدة دون المكسيك، واتهامه للمكسيك بإضعاف قطاع التصنيع في أمريكا الشمالية.
ويقول قادة الأعمال الكنديون إن هذه الاجتماعات تعكس محاولة جدية لإعادة ضبط العلاقات بين البلدين في ظل تقلبات مستمرة من جانب الولايات المتحدة.
وأوضحت كاثرين فورتان-لوفافر، نائبة رئيس الغرفة الكندية للتجارة، أن المسؤولين المكسيكيين “حريصون جداً على تحسين العلاقات مع كندا”، مؤكدة أهمية الاستفادة من تلك اللحظة لإعادة بناء الثقة والتعاون.
وتأتي هذه التحركات بينما فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعريفات جمركية شاملة بنسبة 35% على الواردات الكندية غير المشمولة باتفاق “CUSMA”، في حين حصلت المكسيك على مهلة إضافية مدتها 90 يوماً لاستكمال المفاوضات قبل تطبيق نفس الرسوم عليها.
وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قد أجرى اتصالاً هاتفياً الشهر الماضي مع الرئيسة المكسيكية شينباوم، واتفق الجانبان على تعزيز التعاون التجاري وتوسيع الشراكة الاقتصادية.
من جانبه، قال كارلو دايد، مدير السياسات الدولية في جامعة كالغاري، إن الحوار المتواصل مع المكسيك “إشارة إيجابية”، مشدداً على أن كندا “لم تستفد كما ينبغي من قربها الجغرافي والاقتصادي من دولة مثل المكسيك التي يتجاوز نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي نظيره في الصين”.
وتحذر فورتان-لوفافر من احتمالية سعي الولايات المتحدة إلى التخلي عن الاتفاق الثلاثي “CUSMA” لصالح اتفاقين ثنائيين، مؤكدة أن ذلك “يستلزم من كندا بناء علاقة قوية ومباشرة مع المكسيك دون وسيط أميركي”.