هلا كندا – وجّهت السلطات الكندية اتهاماً بالإرهاب واختطاف طائرة إلى طيّار سابق يُدعى شهير قاسم، بعد حادثة أثارت حالة تأهب أمني واسعة في مطار فانكوفر الدولي، الثلاثاء الماضي، حين أقلعت طائرة خفيفة من مطار فيكتوريا بشكل غير مجدول واتجهت نحو فانكوفر.
وأكدت الشرطة الملكية الكندية أن المشتبه به، البالغ من العمر 39 عاماً، استولى على الطائرة بعد أن هدّد مدرب الطيران في مطار فيكتوريا، قبل أن يتوجّه بها إلى مطار فانكوفر، مشيرةً إلى أن الدافع وراء الحادثة أيديولوجي.
وذكرت وسائل إعلام أن قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد) أرسلت طائرات مقاتلة من طراز F-15 لمرافقة الطائرة، التي هبطت لاحقاً بسلام في مدرج ثانوي في المطار، حيث تم توقيف الطيّار.
وقبل يوم واحد من الحادثة، نشر شخص يحمل الاسم ذاته على فيسبوك منشورًا يقول فيه إنه “رسول من عند الله لإنقاذ البشرية من التغير المناخي”. وتُظهر الصور التي نُشرت عقب التوقيف رجلاً ملتحياً يشبه الناشط في المناخ شهير قاسم.
وكتب في منشوره: “أنا المسيح المُرسل لإنقاذ البشر من الاحتباس الحراري وإحلال السلام العالمي”، كما حذر من “احترار مفاجئ وشديد” قد يؤدي إلى انقراض البشرية خلال سنوات قليلة.
وبحسب صفحته الشخصية، عمل قاسم طيارًا في شركة KD Air بين عامي 2008 و2010، وهي شركة طيران صغيرة كانت مقرها جزيرة فانكوفر قبل أن تُغلق لاحقًا. وأشاد المالكان السابقان للشركة، لارس وديانا بانك، بأدائه، ووصفاه بأنه كان من أذكى وأفضل الطيارين الذين عملا معهم.
وقال لارس بانك إن قاسم ترك العمل في الطيران لأنه شعر بـ”الملل”، ثم التحق بكلية الطب، مضيفًا أنه كان يؤمن بأن نهاية العالم وشيكة. أما ديانا بانك، فعبرت عن صدمتها من الحادثة، قائلةً: “كان شاباً صغيراً في ذلك الوقت، وكان مثل طفل… لا بد أن هناك شيئاً غير طبيعي يحدث”.
كما ذكرت أنه قام برحلة طويلة على الدراجة الهوائية للتوعية بتغير المناخ، وأخذ معه كلباً في رحلته.
ويبدو أن قاسم كان نشطاً على الإنترنت، حيث يصف نفسه في منشوراته بأنه محرر مدونة علمية حول تأثير التغير المناخي في القطب الشمالي، وتتضمن مئات التدوينات الفنية منذ عام 2011، وآخرها كان يوم السبت الماضي تحت عنوان: “هل سينقرض البشر قريباً؟”
وتضم منشوراته مزيجاً من التأملات الدينية والعلمية، حيث ذكر في إحداها أن “الملاك جبريل ظهر له برسالة من الله”، كما دعا إلى التسامح والسلام العالمي.
وقال لارس بانك إن قاسم أبدى في السابق اهتمامًا محدودًا بالبيئة، لكنه لم يتحدث معهم عن الدين مطلقاً، فيما أوضحت ديانا بانك: “لم يتحدث معنا أبداً عن معتقداته الدينية”.
وتفيد بياناته الشخصية أنه درس في ثانوية بمدينة لويدمنستر في ألبرتا، ثم التحق بمعهد شمال ألبرتا للتقنية لدراسة الطيران.
ويُنتظر أن تُكشف المزيد من التفاصيل حول القضية خلال الأيام المقبلة، مع تسليط الضوء على الخلفيات النفسية والأيديولوجية للمشتبه به، لا سيما في ظل الطبيعة الحساسة للقضية التي تجمع بين قضايا الأمن، والتطرف، والتغير المناخي.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني