هلا كندا- طالب عدد من الأطباء الكنديين الذين عملوا مؤخرًا في قطاع غزة الحكومة الفيدرالية بوقف كامل وفوري لجميع الصادرات العسكرية إلى إسرائيل، مؤكدين أن المعدات المصنعة في كندا تُستخدم في الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين.
وجاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر صحفي مؤثر عقد، الأربعاء، في هضبة البرلمان، نظمه تحالف الأطباء “Doctors Against Genocide” الذي شارك أيضًا في وقفة احتجاجية أمام معرض الصناعات الدفاعية CANSEC في أوتاوا، والذي يُعتبر الأكبر من نوعه في كندا.
وقالت الدكتورة ديدري نونان، وهي جراحة عظام من ساسكاتشوان، إنها شاهدت إصابات مروعة خلال خمس زيارات طبية إلى غزة، بما في ذلك إصابات ناتجة عن ضربات بالطائرات المسيّرة أثناء فترات هدنة.
وقالت نوان “كجراحة، لا أستطيع معالجة إبادة جماعية. وكأطباء، لا يمكننا إيقاف مجاعة. لذلك نطالب الحكومة الكندية باتخاذ إجراءات حقيقية”.
وشارك في المؤتمر أيضًا عدد من النواب الكنديين، بينهم النائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد هيذر مكفيرسون، التي اتهمت رئيس الوزراء الجديد مارك كارني بعدم تغيير النهج المتبع تجاه إسرائيل مقارنةً بسلفه جاستن ترودو.
وأكدت مكفيرسون أنها تعتزم تقديم مذكرة برلمانية للاعتراف بدولة فلسطين رسميًا، بمشاركة زعيمة حزب الخضر إليزابيث ماي.
كما دعا حزب الكتلة الكيبكية لفرض عقوبات مباشرة على مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لإلزام إسرائيل بالقانون الدولي.
وبينما اتخذ الليبراليون موقفًا حذرًا، أعرب زعيم المحافظين بيير بويليف عن رفضه لمواقف الحكومة الحالية، قائلًا إن كارني “يستهدف بشكل غير عادل الدولة اليهودية الديمقراطية”، داعيًا بدلًا من ذلك إلى فرض عقوبات على إيران وتعزيز جهود مكافحة معاداة السامية في كندا.
أصوات تحت الأنقاض
من جهتها، قالت الدكتورة سارة لالوند، طبيبة طوارئ من مونتريال، إنها عالجت مدنيين فلسطينيين تعرضوا لإصابات بالغة دون معرفة سبب استهدافهم.
وأوضحت أن المستشفى الذي كانت تعمل فيه قد قُصف بعد مغادرتها، وزملاؤها العاملون هناك الآن “يتضورون جوعًا”.
أما الدكتور رضوان منهاس من تورونتو فقال إنه شاهد أطفالًا يعانون من حروق مروعة دائمة، مضيفًا أن الأطباء أصبحوا “الشهود الوحيدين على الفظائع” بسبب منع دخول الصحفيين الدوليين إلى غزة.
وقارن الطبيب العام من أوتاوا ييبينغ جي ما يحدث في غزة من قيود غذائية بسياسات التجويع التي اتبعتها كندا بحق الشعوب الأصلية في الماضي.
وقال بهذا الصدد: “نشهد إبادة جماعية تُبث مباشرًا… إنها مجاعة يمكن منعها بالكامل، لكن إسرائيل، وحلفاءها أيضًا، يمنعون دخول الغذاء والدواء”.
وفي سياق متصل، تستعد منظمات إغاثية كندية، الخميس، لعقد مؤتمر صحفي على هضبة البرلمان، تطالب فيه أوتاوا برفض خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل والولايات المتحدة.
وأشارت منظمة Human Concern International إلى أن 17 شاحنة إغاثة بتمويل كندي جاهزة للانطلاق، لكنها لا تزال ممنوعة من دخول غزة.