هلا كندا– أدان رئيس الوزراء مارك كارني حادثة إطلاق نار من قِبل الجيش الإسرائيلي قرب وفد دبلوماسي كان يضم مواطنين كنديين في مدينة جنين بالضفة الغربية، واصفًا الحادث بأنه “غير مقبول على الإطلاق”.
وأكدت الحكومة الفيدرالية أن أربعة أشخاص من الوفد كانوا في الموقع لحظة وقوع الحادث، من بينهم اثنان من الكنديين واثنان من الموظفين المحليين، حسب ما أفادت به وزارة الخارجية الكندية.
وقال كارني في مؤتمر صحفي: “نحن نطالب بتحقيق كامل وننتظر تفسيرًا فوريًا لما حدث. إنه أمر غير مقبول بتاتًا، وهو واحد من عدة أمور غير مقبولة تحدث في المنطقة”.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية أنيتا أناند إنها ستستدعي السفير الإسرائيلي في كندا لإبلاغه بـ”القلق البالغ” الذي تبديه أوتاوا إزاء الحادث.
وأضافت عبر منصة “إكس”: أشعر بالارتياح لأن فريقنا بخير. لقد تحدثت مع رئيس بعثتنا في رام الله وطلبت من مسؤولي الوزارة استدعاء السفير الإسرائيلي لنقل موقف كندا الصارم. نحن نطالب بتحقيق ومحاسبة كاملة”.
وفي بيان له، قال الجيش الإسرائيلي إن الوفد، الذي ضم أيضًا دبلوماسيين من دول أخرى، “انحرف عن المسار المصرح به”، مشيرًا إلى أن الجنود أطلقوا “طلقات تحذيرية” لدفعهم إلى مغادرة المنطقة.
وأضاف البيان: “نأسف للإزعاج”.
إدانات دولية وانتقادات داخلية
وأدانت وزراء خارجية عدة دول الحادث، معتبرين ما حدث انتهاكًا خطيرًا للبروتوكولات الدبلوماسية.
وقال جون آلن، السفير الكندي السابق لدى إسرائيل،: “أن يتواجد دبلوماسيون دون حماية كافية من الجيش الإسرائيلي أو أي جهة أمنية أخرى هو أمر لا يمكن تبريره”.
وكان كارني قد انضم في وقت سابق هذا الأسبوع إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك هدّدوا فيه بفرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرارها في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال الزعماء الثلاثة: “مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يُطاق. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع قيودها عن المساعدات، سنتخذ إجراءات ملموسة إضافية”.
كما أعرب البيان عن رفض الدول الثلاث لأي توسّع استيطاني في الضفة الغربية، وذلك ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أكد فيها نية إسرائيل الاستمرار في السيطرة على غزة.
ردود متباينة في كندا
ندد نتنياهو بالبيان المشترك، واصفًا إياه بـ”جائزة ضخمة للهجوم الإبادي على إسرائيل في 7 أكتوبر”، في إشارة إلى هجوم حركة حماس الذي أشعل الحرب الحالية.
من جانبه، هاجم زعيم حزب المحافظين بوليفير موقف كارني، قائلاً في منشور عبر “إكس”: “الإرهابيون في حماس يشكرون مارك كارني على بيانه الأخير بشأن إسرائيل. تهديد إسرائيل بالعقوبات بينما تُهاجم من قبل جماعة إرهابية وتُحتجز رهائنها، أمر مرفوض”.
وفيما أوقفت بريطانيا مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وأعلنت عقوبات على مستوطنات الضفة الغربية، لم تتخذ كندا أو فرنسا بعد خطوات مماثلة.
وعند سؤاله عن الإجراءات المحتملة من جانب كندا، قال كارني إن مضمون البيان المشترك “واضح”، دون إعطاء تفاصيل إضافية.