اخبار هلا كندا – مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية في 28 أبريل، يتوجه الكنديون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الوزراء المقبل، بينما تبرز في تورونتو مجموعة من القضايا التي تُعد محورية بالنسبة للناخبين في هذه الدورة الانتخابية، وفقًا لآراء عدد من الخبراء.
الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي
من بين أبرز القضايا التي تثير قلق سكان تورونتو، تأتي السياسات التجارية المتقلبة للولايات المتحدة، لاسيما الرسوم الجمركية المفروضة مؤخرًا. يرى كثيرون أن هذه السياسات تضغط على اقتصاد المدينة، خاصة وأن تورونتو تمثل نسبة كبيرة من الناتج القومي، إلا أنها تواجه تحديات في مواكبة النمو السكاني المتسارع، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة، وازدحام الطرق، والضغط على البنية التحتية الصحية والنقل.
هذه التحديات كشفت عن حاجة ملحة لإصلاحات تنظيمية داخلية، وتعزيز تنافسية النظام الضريبي لجذب الاستثمارات، والحد من انتقال رؤوس الأموال والأعمال إلى الخارج، لا سيما نحو الولايات المتحدة، حيث يُنظر إليها كمكان أقل تكلفة لتشغيل الأعمال التجارية.
بعض الأطراف السياسية اقترحت إجراءات محددة لمواجهة هذه التحديات، من بينها زيادة الحد الأقصى للادخار المعفى من الضرائب شريطة استثماره في الشركات المحلية، أو تسريع صرف إعانات التأمين على العمل للمتضررين من الحروب التجارية، إضافة إلى مقترحات بوضع سقف طارئ لأسعار السلع الأساسية وتوزيع العائدات على الفئات المتضررة.
أزمة السكن الميسور في تورونتو
يُجمع المراقبون على أن أزمة السكن تُعد من أبرز التحديات التي تواجه سكان المدينة. أسعار الإيجارات والعقارات ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حتى مع بعض التراجع الأخير، إلا أنها لا تزال خارج نطاق القدرة الشرائية للكثير من السكان.
الحكومة الفيدرالية تعهّدت قبل الانتخابات بتقديم أكثر من 2.5 مليار دولار لتمويل بناء وحدات سكنية جديدة بأسعار منخفضة، تشمل أكثر من ألف وحدة سكنية ميسورة التكلفة. ومع ذلك، لا يزال متوسط إيجار الشقق من غرفة واحدة يتجاوز حاجز 2300 دولار شهريًا، بينما يقترب متوسط سعر المنزل من 1.1 مليون دولار.
يرى بعض نشطاء الإسكان أن الحل يكمن في تنسيق الجهود بين مختلف مستويات الحكومة، وتجديد الاستراتيجيات السكنية، وتقديم تمويل مشروط للمشاريع السكنية، مع إزالة العوائق البيروقراطية والتشريعية، مثل قيود التخطيط الحضري والضرائب المفروضة على البناء.
وعلى صعيد البرامج الانتخابية، تقترح بعض الأحزاب تعويض البلديات عن جزء من الرسوم التي تخفضها لتحفيز مشاريع الإسكان، فيما تَعِد أطراف أخرى ببناء مئات آلاف الوحدات الجديدة سنويًا، وتقييد شراء العقارات الميسورة من قبل الشركات الكبرى.
كيف صوّتت تورونتو في الانتخابات السابقة؟
في الانتخابات الفيدرالية السابقة التي جرت في سبتمبر 2021، أظهرت البيانات أن معظم الناخبين في وسط تورونتو صوّتوا لحزب سياسي واحد بنسبة تجاوزت 50%، بينما حصل الحزب المنافس على أقل من النصف، وتوزعت بقية الأصوات على الأحزاب الأخرى.
أما في الضواحي، فكان الفارق بين الحزبين الرئيسيين أقل، مع ميل طفيف لصالح أحدهما. وقد ظهر تباين واضح في ميول الناخبين وفقًا للتركيبة السكانية، حيث مالت فئة الشباب المتعلمين في وسط المدينة إلى حزب بعينه، في حين تنافست الأحزاب بشكل متقارب على أصوات العائلات الثرية التي تعيش في المناطق الحضرية والضواحي.
ويُعتقد أن هذه الفئة الأخيرة قد تكون محورية في تحديد نتائج الانتخابات المقبلة، خصوصًا في ظل تغير المشهد السياسي والاقتصادي.
في المجمل، هناك رغبة واضحة بين سكان تورونتو في رؤية خطوات حقيقية من الحكومة المقبلة لمعالجة القضايا الجوهرية، بدلًا من الوعود المجزأة.