لماذا خفض ترودو من سياسة الهجرة التي دافع عنها سابقا؟

اخبار هلا كندا – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت كندا، المعروفة على نطاق واسع كوجهة مرحبة بالمهاجرين، عن خفض حصص الإقامة الدائمة بنسبة 21% ابتداءً من عام 2025، في إطار استراتيجية حكومية جديدة لمواجهة التحديات المرتبطة بالنمو السكاني المتسارع. جاء هذا القرار بعد تزايد الآراء المعارضة للهجرة في الرأي العام الكندي، وتزايد الضغط على القطاعات الأساسية مثل الإسكان والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

 “الهجرة ضرورية، ولكن تحت السيطرة”

صرّح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأن الهجرة تُعد عنصرًا حاسمًا لمستقبل كندا، إلا أنه أكد أن تحقيق استقرار في النمو السكاني يعتبر خطوة ضرورية “لإعطاء الحكومة وقتًا كافيًا للتكيف مع الزيادة السكانية، والتخطيط للاستثمارات اللازمة في الإسكان والبنية التحتية”. وأضاف ترودو أن التوقف المؤقت في النمو الديموغرافي خلال العامين المقبلين يهدف إلى تخفيف الضغوط على الخدمات الأساسية، خاصة في ضوء الزيادة السكانية التي شهدتها كندا خلال العقد الأخير حيث ارتفع عدد السكان من حوالي 35 مليون نسمة إلى أكثر من 41 مليون نسمة بحلول عام 2024.

 استجابة للانتقادات ومعالجة أزمة السكن

أكد وزير الهجرة مارك ميلر أن هذه الخطة تمثل تحولًا في سياسة الهجرة وتستجيب لكثير من الانتقادات التي تلقتها الحكومة، موضحًا أن تقليل مستويات الهجرة قد يساهم في تخفيف أزمة الإسكان الحادة التي تشهدها البلاد. ويأمل المسؤولون أن يقلص هذا التخفيض الحاجة إلى بناء وحدات سكنية جديدة بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى استقرار في سوق العقارات.

 نظرة المجتمع المدني والمواقف السياسية

في رسالة مفتوحة، أفادت أكثر من 120 منظمة من منظمات المجتمع المدني أن “المهاجرين ليسوا السبب وراء الأزمات التي تشهدها كندا في السكن والرعاية الصحية والخدمات العامة”، مشيرين إلى أن السياسات الفيدرالية والإقليمية القديمة هي السبب الجذري في هذه المشكلات. وأظهر استطلاع أجرته “أباكوس داتا” مؤخرًا أن نصف الكنديين يعتقدون أن الهجرة تضر بالبلاد، وأعرب 58% من الكنديين لأول مرة منذ 25 عامًا عن قلقهم من ارتفاع معدلات الهجرة.

 انعكاسات دولية وتعليق ترامب

في سياق التفاعل مع هذه الخطوة، علق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، على القرار، معتبرًا أن كندا تخطو نحو ضبط حدودها، مشيرًا إلى خطته المشابهة لتنظيم الهجرة إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب: “حتى جاستن ترودو يسعى لإغلاق حدود كندا”، في إشارة إلى رؤيته للهجرة كقضية محورية في الانتخابات الأمريكية المقبلة.

 ماذا يعني هذا التحول لكندا والعالم؟

يمثل هذا الإعلان تحولًا استراتيجيًا قد يؤثر على صورة كندا كوجهة مفضلة للمهاجرين والباحثين عن فرص اقتصادية وحياة أفضل. ومن المتوقع أن تستمر المناقشات في كندا حول هذه السياسة، خاصة مع ازدياد الضغوط على القطاعات الخدمية وحاجة كندا إلى الأيدي العاملة لدعم اقتصادها المزدهر.