هلا كندا – تُعدّ الوردة الحمراء واحدة من أكثر الزهور شهرةً وتأثيرًا في التاريخ الإنساني، لكنها في كندا اكتسبت مكانة خاصة تتجاوز رمز الحب والعاطفة، لتصبح جزءًا من الهوية الوطنية، وترتبط بالتاريخ العسكري، والاحتفالات الرسمية، والطقوس الاجتماعية التي تجمع الكنديين كل عام.
جذور تاريخية تمتد لآلاف السنين
تعود قصة الوردة الحمراء إلى الحضارات القديمة، حيث ظهرت في النقوش الإغريقية والرومانية كرمز للجمال والقوة والخلود. وعبر القرون، أصبحت الوردة الحمراء علامة عالمية على الحب والشجاعة والتضحية، وهو المفهوم الذي انتقل إلى كندا مع المهاجرين الأوروبيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
من أوروبا إلى كندا… انتقال الرمز مع المهاجرين الأوائل
حملت العائلات البريطانية والفرنسية والاسكتلندية إلى كندا تقاليدهم المرتبطة بالورد، وكان للوردة الحمراء دور بارز في المناسبات الاجتماعية، كحفلات الزفاف والمناسبات الوطنية. وأصبحت زراعة الورود جزءًا من الحدائق الاستعمارية الأولى في كيبيك وأونتاريو، قبل أن تنتشر في عموم البلاد.
الوردة الحمراء في التراث العسكري الكندي
أهم لحظة تاريخية رفعت مكانة الوردة الحمراء في كندا كانت الحرب العالمية الأولى. فبعد أن كتب الطبيب والشاعر الكندي جون مكراي قصيدته الشهيرة “In Flanders Fields” في عام 1915، أصبحت الوردة الحمراء — أو الخشخاش الأحمر تحديدًا — رمزًا لتخليد الجنود الذين سقطوا في ساحات القتال.
ومنذ ذلك الحين، تحولت الوردة الحمراء إلى رمز رسمي لذكرى يوم التذكير (Remembrance Day) الذي يحييه الكنديون كل 11 نوفمبر بوضع وردة حمراء على الصدر وفي الأماكن العامة احترامًا للمحاربين القدامى.
رمز وطني حاضر في الفنون والمجتمع
تظهر الوردة الحمراء في كندا أيضًا في:
الشعارات الرسمية لبعض المدن والولايات
طوابع البريد والملصقات التذكارية
الهدايا الرسمية التي تُقدم بين المسؤولين
الديكور العام في الاحتفالات الوطنية
ثقافة الشوارع والحدائق عبر مبادرات الزراعة التطوعية
كما تبنت عدة منظمات كندية الوردة الحمراء في شعاراتها، لما تحمله من رمزية العطاء والشجاعة والحب والوفاء.
الوردة الحمراء في الحياة اليومية للكنديين
لا تزال الوردة الحمراء اليوم جزءًا محببًا من الثقافة الكندية، تُباع بملايين الأعداد سنويًا في:
عيد الحب
حفلات التخرج
حفلات الخطوبة والزفاف
يوم الأم
المناسبات التذكارية
الفعاليات المدرسية والجامعية
كما تقدّم كندا ما يُعرف بـ “Canadian Explorer Rose”، وهي أصناف محلية من الورود طُوّرت لتتحمل المناخ البارد، مما جعل زراعتها جزءًا من الهوية الزراعية للبلاد.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


