هلا كندا – شهدت شوارع وسط مدينة مونتريال يوم السبت مسيرة حاشدة شارك فيها مئات من سكان المدينة، رفعوا شعارات تدعو إلى استقلال مقاطعة كيبيك وتحويلها إلى دولة مستقلة، وذلك قبل أيام من الذكرى الثلاثين للاستفتاء التاريخي عام 1995 الذي كاد أن يفصل المقاطعة عن كندا.
وقالت كاميل غوييت-جينغراس، رئيسة منظمة OUI Québec (نعم لكندا)، وهي إحدى الجهات المنظمة للمسيرة، إن الحركة تشهد “تجددًا لافتًا في صفوف الشباب”، مضيفة:
“جيل زي (Gen Z) يبحث عن تغيير جذري في النظام، وبالنسبة لهم، الاستقلال هو الطريق لتحقيق ذلك.”
يُذكر أن الاستفتاء الذي جرى عام 1995 انتهى بفارق ضئيل للغاية لصالح المعسكر الفيدرالي، حيث حصل معارضو الانفصال على 50.58% من الأصوات فقط، بينما أيّد 49.42% الاستقلال. أما الاستفتاء الأول الذي دعا إليه الحزب الكيبيكي (PQ) عام 1980، فقد انتهى بنسبة 40.44% لصالح الاستقلال.
ورغم مرور عقود على تلك الأحداث، فإن الحزب الكيبيكي الذي يتصدر استطلاعات الرأي حاليًا يأمل في إجراء استفتاء ثالث بحلول عام 2030، فيما ترى غوييت-جينغراس أن ما يجري اليوم هو “حركة شعبية غير حزبية يمكن أن تمهد الطريق لذلك خلال السنوات المقبلة”.
وقالت:
“يمكنك أن تشعر بأننا في بداية حركة واسعة النطاق.”
وشهدت المسيرة مشاركة واسعة من طلبة الجامعات والكليات، إلى جانب شخصيات سياسية من أحزاب معارضة مثل مانون ماسيه ورُبى غزال من حزب كيبيك سوليدير المؤيد للاستقلال، حيث رددوا شعارات “كيبيك دولة حرة”.
وقالت الطالبتان لور فاتيو وأوليفيا بيغين من كلية Vieux Montréal إن نسبة كبيرة من زملائهم يعرّفون أنفسهم كـ “سياديين”، مضيفتين أن الاستقلال ضروري “لحماية ثقافة كيبيك ولغتها وتاريخها”.
أما الطالب ليونار فيدال، فقال إن الاستقلال هو “السبيل الوحيد للخروج من الوضع الراهن الذي يفرضه النظام الكندي الاستعماري القائم على النفط”، على حد وصفه.
وتحدثت كاثرين لامورو-شميدت من جامعة UQAM عن إنشاء تحالف طلابي على مستوى المقاطعة لدعم فكرة الاستقلال، مشيرة إلى أن التحالف توسع من 5 نوادٍ طلابية إلى 22 ناديًا خلال عام واحد فقط.
وأضافت أن الحركة “غير حزبية تمامًا” وتسعى إلى بناء “علاقات دولة بدولة” مع الشعوب الأصلية، مؤكدة:
“لا نريد بناء دولة جديدة دون الاستماع إليهم.”
من جهته، حذر بابلو رودريغيز زعيم الحزب الليبرالي في كيبيك، خلال تجمع حزبي في تروا ريفيير، من أن استقلال المقاطعة “قد يكون ممكنًا من حيث المبدأ، لكنه سيجعل كيبيك أفقر اقتصاديًا”، مضيفًا:
“لن نكون في نفس الوضع الاقتصادي، ولن نكون جزءًا من مجموعة السبع، وسنضطر إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاقياتنا التجارية الحرة.”
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف سكان كيبيك الحاليين لم يعيشوا تجربة الاستفتاء السابق، وهو ما يرى الناشطون أنه سبب كافٍ لإعادة طرح المسألة للنقاش الشعبي مجددًا، في وقت يتزايد فيه الشعور بالهوية الكيبيكية والرغبة في تقرير المصير
هيثم حمد، مؤسس ورئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية، خبير في الإعلام الرقمي والاستراتيجيات الإعلامية، يتمتّع بخبرة واسعة في قيادة المشاريع الإعلامية وبناء منصات مؤثرة في كندا والعالم العربي.


