هلا كندا- كشف باحثون عن رصد جزيئات بلاستيكية دقيقة داخل العظام البشرية، في اكتشاف يثير القلق بشأن تأثيراتها المحتملة على الصحة، وفق دراسة نُشرت هذا الشهر في دورية Osteoporosis International.
وأوضح الدكتور رودريغو بوينو دي أوليفيرا، أستاذ الطب ومنسق مختبر دراسات المعادن والعظام في جامعة كامبيناس الحكومية بالبرازيل، أن مراجعة الأدبيات العلمية أظهرت أن هذه الجزيئات، عند دخولها مجرى الدم، تصل إلى أنسجة العظام، بما في ذلك نخاع العظم.
وقال أوليفيرا في بيان صحفي: “الدراسات المخبرية على خلايا العظام أثبتت أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تقلل من حيوية الخلايا، وتسرّع من شيخوختها، وتغيّر من وظائفها، فضلاً عن تعزيز الالتهابات”. وأضاف أن “أبحاثاً عديدة تشير إلى أن هذه الجزيئات قد تسبب اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي للعظام”.
وأشار إلى أن الدراسات على الحيوانات ربطت وجود الجزيئات البلاستيكية الدقيقة بضعف العظام، وتشوهها، وزيادة مخاطر الكسور، بل وأظهرت توقف نمو الهيكل العظمي لديها.
وتتكون هذه الجزيئات من مخلفات صناعية أو من تحلل منتجات استهلاكية مثل الملابس والأثاث والأدوات البلاستيكية. وقد رُصدت سابقاً في دم الإنسان ودماغه والمشيمة وحليب الثدي، وارتبطت بأنواع من السرطان وأمراض تنفسية والتهابات معوية.
ويخطط فريق أوليفيرا لمواصلة الأبحاث عبر تجارب على عظام فخذ القوارض لمعرفة ما إذا كانت الجزيئات الدقيقة تساهم في الإصابة بمرض هشاشة العظام، الذي يؤدي إلى ترقق العظام وزيادة خطر الكسور.
وتتوقع المؤسسة الدولية لهشاشة العظام أن يتضاعف تقريباً عدد الكسور المرتبطة بالمرض بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2018، ما يجعل فهم دور العوامل البيئية مثل الجزيئات البلاستيكية الدقيقة أمراً بالغ الأهمية.
وأكد أوليفيرا أن الهدف هو إثبات أن هذه الجزيئات قد تكون “سبباً بيئياً قابلاً للسيطرة”، يمكن أن يفسر جزئياً ارتفاع معدلات كسور العظام المتوقعة في العقود المقبلة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني