هلا كندا – أعلن تقرير صادر عن مؤسسة الرهن العقاري والإسكان الكندية (CMHC) أنّ مدينة تورونتو باتت “بؤرة الضعف” في سوق الإسكان الكندي، مع انهيار وتيرة بناء الشقق السكنية وتزايد المعروض من الشقق المعاد بيعها.
وكشف التقرير الفصلي لقطاع الإسكان عن تباين واضح بين المدن، إذ شهدت كالغاري وإدمونتون ومونتريال وأوتاوا وهاليفاكس وتيرة بناء قياسية أو شبه قياسية، بينما عانت الأسواق الأعلى كلفة مثل تورونتو وفانكوفر من تراجع حاد.
وأكد التقرير أنّ تورونتو تسير نحو تسجيل أدنى معدل لبدء مشاريع الإسكان منذ ثلاثة عقود.
تراجع الاستثمار وإلغاء المشاريع
وأوضحت المؤسسة أنّ انخفاض الطلب الاستثماري في النصف الأول من عام 2025 أدى إلى إلغاء وتأجيل مشاريع، ما جعل الكثير من خطط البناء غير قابلة للتنفيذ.
وأشار مطورون إلى أنّ ارتفاع تكاليف البناء والرسوم التطويرية يعيق القدرة على إطلاق مشاريع جديدة.
وشهدت تورونتو انخفاضا بنسبة 60% في وتيرة بناء الشقق السكنية، بعدما عجز المطورون عن تأمين التمويل اللازم في ظل ضعف المبيعات المسبقة.
وحذرت CMHC من أنّ “انخفاض المبيعات المسبقة قلّص عمليات الإطلاق وأدى إلى المزيد من الإلغاءات”.
وفي المقابل، ارتفع سوق الشقق المعاد بيعها إلى مستوى قياسي خلال الربع الثاني، بعدما فضّل المشترون وحدات أرخص وأكبر حجما وأكثر ملاءمة، وسط وفرة في المعروض.
وأكد التقرير أنّ حالة “اللايقين الاقتصادي” دفعت العديد من المشترين إلى تجنب الشراء على المخطط.
وشمل التباطؤ سوق الشقق في معظم أنحاء كندا، باستثناء إدمونتون وأوتاوا، بينما توقعت CMHC أن يشهد القطاع “تعافيا طفيفا فقط” في عامي 2026 و2027، مع بقاء النشاط أقل بكثير من مستوياته التاريخية.
مرونة سوق الإيجارات
وسجلت وتيرة بناء المساكن في تورونتو أدنى مستوياتها للفرد منذ عام 1996، غير أنّ سوق الإيجارات ظل أكثر استقرارا.
وأكدت المؤسسة أنّ تفاؤل المطورين بجدوى الاستثمار طويل الأمد في الإيجارات حدّ من تراجعها، مع بقاء الأسعار أعلى بكثير من متوسطها خلال العقد الماضي رغم انخفاضها بنسبة 8% في النصف الأول من العام.
وقام بعض المطورين بتحويل مشاريعهم من شقق سكنية للبيع إلى وحدات للإيجار، إذ أفادت شركة “أوربانيشن” بتحويل تسعة مشاريع منذ عام 2024.
ومع ذلك، شهدت أسعار الإيجارات في منطقة تورونتو الكبرى تراجعا تدريجيا، حيث انخفضت أسعار الشقق ذات الغرفة الواحدة في أونتاريو بأكثر من 5%، وتراجعت الشقق ذات الغرفتين بنسبة 3.5% على أساس سنوي.
وحذرت CMHC من أنّ هذا التراجع سيزيد من تعقيد أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن في منطقة تورونتو الكبرى. وأكدت أنّ نقص المعروض الجديد قد يقود إلى “نزوح سكاني وارتفاع معدلات التشرد وخسائر في الإيرادات الضريبية”.