هلا كندا – واجه الميكانيكي ستيف فاولر، في أونتاريو، سلسلة متكررة من التوقيفات المرورية استمرت عامًا ونصف، بعدما استغلّت عصابة متخصصة في سرقة السيارات الرقم التسلسلي لهيكل شاحنته في عملية احتيال واسعة.
وبدأت القصة في ديسمبر 2023، عندما شرعت دوريات الشرطة في مناطق مختلفة حول تورونتو، من يورك إلى ساوث سيمكو، في توقيفه بشكل متكرر بحجة وجود مشكلة في لوحة ترخيص سيارته من طراز رام 2020.
ورغم أن فاولر كان يُظهر أوراقه الثبوتية في كل مرة ويُطلق سراحه، إلا أن التوقيفات تكررت أكثر من 20 مرة.
واكتشف لاحقًا أنه ضحية لما يُعرف بـ”احتيال أرقام الهياكل” (VIN fraud)، وهو أسلوب يستخدمه اللصوص لإعطاء السيارات المسروقة هوية مزيفة بتركيب أرقام هياكل حقيقية مأخوذة من سيارات أخرى مطابقة في الطراز.
وأكد خبراء أن هذه الظاهرة في تزايد بعدما أصبحت سرقة السيارات لأغراض التصدير أكثر صعوبة.
وتشير بيانات Carfax إلى وجود نحو 127 ألف سيارة تحمل أرقام هياكل مكررة في طرقات أونتاريو.
وقال فاولر إنه شعر وكأنه كرة بينج بونج، بين الشرطة التي تطلب منه مراجعة “سيرفس أونتاريو”، وموظفي المراكز الذين يرفضون مساعدته ويعيدونه إلى الشرطة.
وبعد تقديم طلبات للحصول على معلومات، تبيّن أن ملكية شاحنته حُولت بشكل غير قانوني عبر مركز “سيرفس أونتاريو” في بيكيرينغ، بواسطة تفويض إلكتروني من طرف انتحل شخصيته، من دون الحاجة إلى حضوره شخصيًا.
وأكدت شرطة ساوث سيمكو أن القضية غير اعتيادية وتتطلب تنسيقًا بين وزارة النقل ومكتب التأمين الكندي.
وفي منتصف أغسطس، حسمت الشرطة الجدل بإجراء فحص مباشر لشاحنة فاولر، وأثبتت أنها سليمة، ما سمح بتحديث بيانات وزارة النقل ومنحه لوحات جديدة.
وعبر فاولر عن ارتياحه لانتهاء معاناته، لكنه استغرب أن حل المشكلة استغرق عامًا ونصف ولم يتحرك إلا بعد تدخل وسائل الإعلام.
ويرى خبراء أن قضية فاولر تكشف ثغرات خطيرة في نظام “سيرفس أونتاريو”، خصوصًا في ظل وجود سوابق لموظفين متورطين في مساعدة عصابات السرقة، مثل قضية موظفة في برامبتون أُدينت هذا العام بالتواطؤ مع مجرمين.
ولا تزال أسئلة مطروحة بشأن كيفية تزوير وثائق ملكية شاحنة فاولر، وما إذا كان موظفون في بيكيرينغ متواطئين أو مجرد ضحايا لخداع محترف.
فيما اكتفت الوزارة المعنية بالتأكيد أن جميع مزوّدي الخدمة ملزمون باتباع السياسات الحكومية، من دون الرد على تفاصيل القضية.