هلا كندا – تحوّل مقطع فيديو على منصة “تيك توك” من مشهد فكاهي إلى محتوى عنيف، إذ ظهر فيه مخلوق “بيغ فوت” مرتديًا قبعة رعاة البقر وسترة تحمل العلم الأمريكي وهو يقود شاحنة نحو حشد يرفع أعلام قوس قزح، ما أثار صدمة ومخاوف واسعة.
وقد حصد المقطع، المنشور في يونيو على صفحة AmericanBigfoot، أكثر من 360 ألف مشاهدة ومئات التعليقات التي دعمت مضمونه.
وشهدت الأشهر الأخيرة تدفق محتوى مشابه مولّد بالذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي، يحرض على العنف وينشر الكراهية ضد مجتمع الميم والأقليات اليهودية والمسلمة وجماعات أخرى، وسط تحذيرات من خبراء وناشطين بأن القوانين الكندية عاجزة عن مواكبة هذا التهديد.
وقالت هيلين كينيدي، المديرة التنفيذية لمنظمة Egale Canada، إن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم لتشويه صورة الأشخاص المتحولين جنسيا والتقليل من إنسانيتهم، بينما تفشل قوانين السلامة الرقمية الحالية في التصدي لهذه المخاطر السريعة الانتشار.
وأضافت أن الأضرار حقيقية، من مقاطع ديب فيك إلى خوارزميات تضخيم خطاب الكراهية، وأن الأفراد المتحولين جنسيا يتعرضون للاستهداف بشكل غير متناسب.
وأشار إيفان بالغورد، المدير التنفيذي لشبكة مكافحة الكراهية الكندية، إلى أن المحتوى الإسلاموفوبي والمعادي للسامية وللأشخاص من أصول جنوب آسيوية ينتشر هو الآخر باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن الاحتفاء بالعنف ضد هذه الفئات يزيد احتمال وقوع اعتداءات على أرض الواقع.
من جانبها، أوضحت أندريا سلاين، أستاذة الدراسات القانونية بجامعة أونتاريو للتكنولوجيا، أن مشاريع القوانين التي كانت تهدف لمكافحة المحتوى الضار عبر الإنترنت ووضع إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي توقفت بعد تعليق أعمال البرلمان في يناير، مؤكدة أن إعادة طرح هذه التشريعات أمر عاجل.
وفي يونيو، صرّح وزير العدل شون فريزر أن الحكومة ستعيد النظر في “قانون الأضرار الإلكترونية” لكنها لم تحسم ما إذا كانت ستعيد صياغته أو طرحه بصيغته السابقة، مشيرًا إلى أن مشروع القانون كان يستهدف تحميل منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية الحد من المحتوى الضار.
وقالت صوفيا أوسليس، المتحدثة باسم وزارة الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، إن الحكومة تدرك خطورة المحتوى الكاره الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي، خاصة عند استهداف الأقليات، مؤكدة الحاجة لتعزيز الأطر القانونية الحالية التي لم تُصمم أصلًا للتعامل مع هذه التكنولوجيا.
وأضافت أن أوتاوا تعمل على دراسة تجارب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في هذا المجال.
ويرى خبراء أن صعوبة تنظيم هذا النوع من المحتوى تعود إلى أن المنصات الكبرى ليست كندية، فضلًا عن المناخ السياسي في الولايات المتحدة الذي يخفف القيود على شركات التكنولوجيا، ما يجعلها أقل التزامًا بالمسؤولية.
كما أشار بيتر لويس، أستاذ الذكاء الاصطناعي الموثوق، إلى أن تطور الأدوات مؤخرًا جعل إنتاج مقاطع عالية الجودة متاحًا لأي شخص يمتلك معرفة تقنية بسيطة، داعيًا لتطوير آليات رصد وحذف سريعة وفعالة لهذه المواد، بالتعاون بين الحكومات والمنصات والمطورين.
وأكد لويس أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تلتقط جميع الانتهاكات بسبب طبيعتها الاحتمالية، ما يستدعي حلولًا تقنية وتشريعية عاجلة لمواجهة تصاعد هذا التهديد.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني