هلا كندا – كشفت تقارير حديثة عن حجم الأزمة التي تواجهها النساء ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في أونتاريو، حيث يُرفض سنوياً عشرات الآلاف من النساء الباحثات عن مأوى بسبب نقص الأماكن المتاحة في الملاجئ.
وأكدت مارليا دوس سانتوس، المستشارة في مركز “أبريغو” بمدينة تورونتو والمتخصصة في دعم النساء المتأثرات بالعنف القائم على النوع، أن النظام فشل مراراً في حماية هؤلاء النساء.
وقالت في مقابلة: “رأيت الكثير من الألم خلال 23 عاماً من العمل، وغالباً ما يبدأ الأمر بصفعة أو بكلمات جارحة، وأحياناً أثناء الحمل الأول للمرأة… الأرقام لم تنخفض، بل الوضع لا يتحسن”.
ويستقبل مركز “أبريغو” المئات من النساء سنوياً من الجالية البرتغالية اللواتي يبحثن عن الدعم، لكن المركز لا يوفر مأوى طارئ، مما يضطره لمحاولة إيجاد مكان لهن في الملاجئ الأخرى.
وغالباً ما تفشل تلك المحاولات بسبب الازدحام، إذ صرّح مأوى “نيليز” في تورونتو بأنه اضطر إلى رفض استقبال 439 امرأة العام الماضي لعدم توفر الأسرّة.
وعند سؤال الحكومة الإقليمية عن عدد النساء اللواتي يتم رفض استقبالهن، لم يُقدَّم أي رقم رسمي، واكتفى المتحدث باسمها بالقول: “عندما يكون المأوى ممتلئاً، تُلزم الملاجئ بتحويل المرأة إلى مركز آخر لتلقي الدعم”، غير أن الواقع يعكس عكس ذلك.
وبحسب تحليل صادر عن مكتب المحاسبة المالية في أونتاريو (FAO)، فإن أقل من ثلث النساء اللواتي طلبن ملجأ حصلن على مكان بالفعل في عام 2022/2023، حيث تم إيواء 11,545 امرأة فقط، مقابل 37,287 تم رفضهن.
ورغم هذه الأرقام الصادمة، لم تُطرح خطط لزيادة عدد الأسرة، بل على العكس، فقد تم تقليص الطاقة الاستيعابية من 2,335 سريراً في عام 2017/2018 إلى 2,018 سريراً في 2022/2023. وبلغ عدد النساء اللواتي تم رفض استقبالهن عام 2019/2020، قبل الجائحة، أكثر من 53,000 امرأة.
وتشير جمعية بيوت الانتقال والفترة المؤقتة في أونتاريو (OAITH) إلى أن المقاطعة سجلت 23 جريمة قتل بحق نساء خلال الأشهر السبعة الماضية، معظمها على يد شركاء أو أفراد من العائلة.
وروت دوس سانتوس حادثة خطيرة لإحدى عميلاتها التي كانت تتصل بها بينما كان المعتدي خلف الباب يحمل سكيناً، مؤكدة أن “كل حالة مختلفة، لكن السبب الجذري غالباً ما يكون واحداً، وهو أن أغلب هؤلاء الرجال أنفسهم نشأوا في بيئات عنيفة”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني