هلا كندا – أكد رئيس الوزراء مارك كارني دعمه لوزير السلامة العامة غاري أنانداسانغاري، رغم الجدل المثار حول دعمه السابق لطلب إقامة تقدم به شخص تُشتبه السلطات في انتمائه إلى جماعة “نمور التاميل” المصنفة كمنظمة إرهابية في كندا.
وقال كارني، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن إجراءات لحماية صناعة الصلب الكندية: “الوزير كان شفافًا بشأن تفاصيل هذه القضية، وهو يحظى بثقتي الكاملة”.
وكان أنانداسانغاري، قبل انضمامه إلى الحكومة، وجّه خطابين في عامي 2016 و2023 إلى وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA) يطلب فيهما إعادة النظر في قرارها برفض طلب الإقامة الدائمة لرجل صنّفته الوكالة كعضو في “نمور التاميل”.
ورغم رفض الوكالة طلب الرجل لأسباب تتعلق بالأمن القومي، فقد أبدى النائب، الذي أصبح لاحقًا وزيرًا، تعاطفًا في خطابه الأخير مع الأثر العاطفي لفصل الرجل عن أسرته في كندا.
وفي الأسبوع الماضي، رفضت المحكمة الفيدرالية آخر طعن قانوني قدّمه الرجل، معتبرة أن وكالة الحدود قدّمت الأولوية للأمن الوطني والسلامة العامة بشكل مبرّر، رغم خطاب الدعم المقدم من أنانداسانغاري.
وفي بيان، أوضح أنانداسانغاري أنه توقف عن كتابة خطابات الدعم بعد توليه منصبه الوزاري في عام 2023، مؤكدًا أن “مكاتب النواب من جميع الأحزاب تقدم مثل هذه الخطابات كجزء من الروتين البرلماني لدعم الناخبين”.
من جهتها، قالت شيريل سابيريا، محامية ومديرة منظمة Secure Canada، المعنية بدعم ضحايا الإرهاب: “لا يجوز لأي نائب أن يتدخل لصالح شخص تعتبره وكالة الحدود عضوًا يتلقى أجرًا من جماعة إرهابية. هذه الحقائق وحدها يجب أن تثير إنذارًا واضحًا لدى أي مسؤول منتخب”.
وأضافت أن الاستناد إلى الاعتبارات العائلية “حجة سخيفة عندما يتعلق الأمر بشخص له صلات بجماعة إرهابية”.
دعوات للاستقالة
من جانبه، وصف فيل جوريسكي، وهو محلل سابق في جهاز الاستخبارات الكندي، ما قام به الوزير بأنه “خطأ جسيم ويدل على سوء تقدير”، مشيرًا إلى أن: “السلطات لا تتخذ قرارات رفض الهجرة بناءً على مزاج، بل بناءً على أدلة ومعايير دقيقة تتعلق بالأمن القومي”.
ودعا جوريسكي الوزير إلى الاستقالة فورًا، معتبرًا أنه فقد الأهلية لإدارة ملف السلامة العامة.
كما نشر ليو هوساكوس، زعيم المعارضة في مجلس الشيوخ، تدوينة قال فيها إن ما فعله أنانداسانغاري: “يجب أن يكون كافيًا لاستبعاده نهائيًا من تولي أي منصب يتعلق بالأمن العام”.
ويُشار إلى أن أنانداسانغاري كان قد تنحّى الشهر الماضي عن النظر في أي ملفات تتعلق بـ”نمور التاميل” أو منظماتها المرتبطة بها في كندا، مثل حركة التاميل العالمية، في ظل تضارب محتمل في المصالح.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني