هلا كندا – سجل معدل التضخم في كندا ارتفاعًا طفيفًا في يونيو، ما دفع خبراء الاقتصاد إلى توقع أن يبقي بنك كندا على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه نهاية هذا الشهر، وسط مؤشرات على استمرار الضغوط السعرية الكامنة في الاقتصاد.
وأفادت هيئة الإحصاء الكندية أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ارتفع بنسبة 1.9% في يونيو، مقارنة بـ 1.7% في مايو، بينما لا تزال مقاييس التضخم الأساسية المفضلة للبنك المركزي تحوم حول 3%، أي أعلى مما كان متوقعًا.
وقال فينياك سيشاسايي، نائب الرئيس التنفيذي ومدير المحافظ في شركة PIMCO، إن بنك كندا يواجه موقفًا معقدًا، إذ “يعاني الاقتصاد من ضعف، وسوق العمل يظهر بوادر تراجع، ولكن التضخم الأساسي لا يتراجع بالسرعة المطلوبة”، مرجّحًا أن البنك لن يغير أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر يوم 30 يوليو.
وأشار إلى أن هذا القرار يأتي بعد أن ثبت البنك سعر الفائدة في اجتماعين سابقين، على خلفية الضبابية التجارية المرتبطة بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفًا أن ارتفاع أسعار السيارات واستقرار أسعار الوقود نسبيًا رغم ارتفاع أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية، ساهم في رفع معدل التضخم العام.
ترقب خفض الفائدة في الربع الأخير
وتوقع سيشاسايي أن يقدم بنك كندا على خفض الفائدة مرتين في الربع الأخير من العام، مرجعًا ذلك إلى تحسن قيمة الدولار الكندي مقارنة بالعام الماضي وتراجع التضخم في قطاع الإسكان نتيجة تباطؤ الأسواق العقارية.
وأوضح أن “الضغط التضخمي في السلع والخدمات الأساسية ناتج جزئيًا عن ضعف العملة العام الماضي، ومع عودتها إلى مستويات أقوى الآن، من المتوقع تراجع هذه الضغوط مع نهاية العام”.
بدوره، أكد ديفيد ألكسندر براسار، كبير الاقتصاديين في جمعية المحاسبين المحترفين الكنديين، أن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعًا بسبب اضطرابات سلاسل التوريد والتعريفات الجمركية، لكن المرونة العامة للاقتصاد ترجح إبقاء البنك على سياسته النقدية دون تغيير.
وأشار إلى أن تصحيح أسعار العقارات لا يزال محصورًا في مدن كبرى مثل تورنتو وفانكوفر، بينما بقيت باقي المناطق مستقرة نسبيًا، ما يعزز فكرة عدم وجود حاجة ملحّة لتغيير السياسات النقدية حاليًا.
وقال سيشاسايي إنه لم تظهر بعد التأثيرات الكاملة للتعريفات الجمركية المفروضة من قبل واشنطن، لكن من المتوقع أن تبدأ آثارها بالظهور خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا أن الشركات لن تتمكن من تحمّل ارتفاع التكاليف طويلًا دون نقلها للمستهلكين.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني