هلا كندا – كشف استطلاع جديد أجراه مركز “بيو” للأبحاث أن نسبة الكنديين الذين ينظرون بإيجابية إلى الولايات المتحدة تراجعت بشكل حاد، لتصل إلى نفس مستوى النظرة الإيجابية نحو الصين، وذلك وسط توتر العلاقات التجارية وتكرار الإهانات من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأظهر الاستطلاع أن 34% فقط من الكنديين لديهم الآن نظرة إيجابية تجاه الولايات المتحدة، بانخفاض قدره 20 نقطة مئوية مقارنة بالعام الماضي، وهي نفس النسبة التي أعربت عن رأي إيجابي تجاه الصين، التي شهدت ارتفاعًا في هذا المؤشر بمقدار 13 نقطة.
وقالت لورا سيلفر، نائبة مدير قسم الاتجاهات العالمية في مركز “بيو”: “على مدار السنوات الأخيرة، كانت الغالبية تفضل الولايات المتحدة بفارق كبير عن الصين، لكن الآن لم يعد هناك أي فارق بينهما”.
وأضافت أن هذه هي المرة الأولى التي يُسجَّل فيها ارتفاع واسع النطاق في النظرة الإيجابية للصين في العديد من الدول التي شملها الاستطلاع.
وأجري الاستطلاع في 25 دولة وشمل أكثر من 28 ألف شخص حول العالم، وأظهرت نتائجه أن النظرة الإيجابية نحو الرئيس الصيني شي جين بينغ قد ارتفعت أيضًا، بينما تراجعت الثقة في ترامب بشكل لافت، إذ قال 26% فقط إن لديهم ثقة في شي، مقابل 22% لترامب.
توتر في العلاقات الكندية الأميركية
وتدهورت العلاقة بين كندا والولايات المتحدة خلال إدارة ترامب، الذي سخر من رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو، ووصفه بـ”المحافظ”، واقترح أن تصبح كندا ولاية أميركية.
كما فرض رسومًا جمركية على الصادرات الكندية والمكسيكية بدعوى محاربة تهريب الفنتانيل، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا جزئيًا.
وفي أبريل الماضي، صعّد ترامب حربه التجارية عالميًا، معلنًا “رسومًا متبادلة” لكنه جمد تطبيقها لإتاحة المجال لعقد اتفاقات، مع إبقاء رسوم بنسبة 10% على معظم الدول.
أما الصين فكانت الأكثر تضررًا من تلك الإجراءات، مما أدى إلى مواجهات تجارية حادة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ومن المقرر أن يبدأ فرض رسوم جديدة على واردات النحاس والسيارات اعتبارًا من 1 أغسطس، إذا لم تُبرم اتفاقات جديدة.
تغير المزاج الكندي تجاه الصين
رغم التوتر السابق في العلاقات بين أوتاوا وبكين، وخاصة في أعقاب اعتقال الكنديين مايكل كوفريغ ومايكل سبافور في الصين عام 2018 بعد توقيف منغ وانزهو، المديرة المالية لشركة هواوي، في كندا، فإن الاستطلاع الجديد يُظهر تغيرًا كبيرًا في المزاج العام.
وأشار مركز “بيو” إلى أن 67% من الكنديين يرون الولايات المتحدة شريكًا اقتصاديًا أكثر أهمية، مقارنة بـ87% في عام 2019، ما يعكس تراجعًا بأكثر من 20 نقطة مئوية، يقابله ارتفاع في نسبة من يفضلون الصين كشريك اقتصادي.
وفي المكسيك، ارتفعت نسبة من يفضلون تقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين إلى 45%، مقارنة بـ15% فقط عام 2015.
وقالت سيلفر: “الاستطلاع الأخير يمثل المرة الأولى التي لا يظهر فيها تباين واضح بين نظرة الكنديين إلى أكبر اقتصادين في العالم، بعد سنوات من الفجوة الواسعة”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني