هلا كندا – تعرضت جون “جونا” ميلر، البالغة من العمر 65 عامًا والمقيمة في فانكوفر، بصدمة غير متوقعة بعد أن تقدمت بإقرارها الضريبي هذا الربيع، إذ اكتشفت أنها أُدرجت كمُتوفاة لدى وكالة الضرائب الكندية (CRA).
وقالت ميلر، إنها أرسلت إقرارها الضريبي في مايو 2025، إلى جانب إقرار زوجها الراحل جورجيو الذي تُوفي في سبتمبر 2024.
وبعد أسابيع، حاولت تسجيل الدخول إلى حسابها الضريبي، لكنه لم يعمل، ما دفعها للاتصال بالوكالة.
وأوضحت: “قالت لي الموظفة على الهاتف: أنتِ متوفاة. فقلت لها: عن ماذا تتحدثين؟ أنتِ تتحدثين إليّ الآن!”.
وأدى هذا الخطأ الإداري إلى سلسلة من العواقب القاسية، إذ أُوقفت مدفوعات تقاعدها، وأُلغي رقم التأمين الاجتماعي الخاص بها (SIN)، ما جعلها عاجزة عن الوصول إلى حسابها البنكي أو التقدم لأي وظيفة مؤقتة لتعويض النقص في الدخل.
وقالت: “كان من المفترض أن تبدأ حياتي التقاعدية، ولكن بدلًا من ذلك، فقدت كل شيء فجأة… حسابي جُمّد، ولم أعد أملك أي مصدر دخل”.
وأشارت إلى أن CRA أبلغتها بأنها تحتاج إلى “إثبات” أنها ما زالت على قيد الحياة، وهو ما تطلّب منها تقديم بطاقة تعريف حكومية، ورسائل موقّعة من معارفها تؤكد أنها لم تُتوفَّ.
إلا أن طلباتها قوبلت أحيانًا بالشك والسخرية، إذ اعتقد البعض أنها تمزح. كما رفضت بعض الجهات إصدار مستندات جديدة بسبب اعتبار هويتها “غير صالحة”.
وقالت: “في إحدى المرات، قيل لي إن الوثائق غير كافية، فسألتهم: ماذا تريدون أيضًا؟ أن أخرج من تابوت؟”.
ورفضت CRA التعليق على تفاصيل الحالة لأسباب تتعلق بالسرية، لكنها أكدت أن مثل هذه الأخطاء، رغم ندرتها، قد تحدث نتيجة خطأ بشري أو سوء تواصل مع سجلات حكومية أخرى.
وأوضح متحدث باسم الوكالة: “عندما يتم الإبلاغ عن هذا النوع من الأخطاء، نقوم عادة بإزالة تاريخ الوفاة من الملف لاستعادة الخدمات والمزايا”، مؤكدًا أن معالجة الحالة قد تستغرق عدة أسابيع.
وأضاف: “ندرك مدى تأثير هذه الحوادث على الأفراد ونأسف بشدة لها، ونعمل على تقديم أفضل خدمة ممكنة للمواطنين”.
الدعم المجتمعي
رغم الإرهاق العاطفي والمعنوي الذي عانته ميلر، فإنها أعربت عن امتنانها للدعم المجتمعي الذي تلقته. وقالت إن مجتمع سكواميش الذي تنتمي إليه لم يشكك يومًا في أنها ما زالت حية، وإن فرع بنك Vancity الذي تتعامل معه في شارع كوميرشال استجاب بسرعة وأعاد تفعيل حسابها البنكي بعد التحقق من هويتها شخصيًا.
كما أطلقت ابنتها وصديقتها حملة تمويل جماعي (GoFundMe) لمساعدتها في دفع رسوم الشقة الشهرية التي تبلغ 1,600 دولار.
والنائبة البرلمانية عن فانكوفر الشرقية، جيني كوان، تدخّلت أيضًا وأرسلت خطابًا رسميًا إلى وزير الصناعة فرانسوا-فيليب شامبان تطالب فيه CRA بتصحيح الخطأ فورًا واستعادة مدفوعاتها التقاعدية.
في 30 يونيو، تلقت ميلر المكالمة التي كانت تنتظرها منذ أسابيع. وقالت: “CRA اتصلت بي وأبلغوني بأنني ‘عُدت إلى الحياة’، وسيرسلون لي رسالة اعتذار بالبريد”.
واختتمت حديثها قائلة: “أنا أنتمي إلى مجتمع قوي، وهذا ما ساعدني على تجاوز هذه المحنة”. لكنها شددت على أن الضرر النفسي لا يزال حاضرًا، مشيرة إلى أن زوجها الراحل كان سيتعامل مع هذا الموقف “بلمح البصر”، على حد تعبيرها.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني