هلا كندا – حذّرت مؤسسة الرهن العقاري والإسكان الكندية (CMHC) في تقرير جديد من أن كندا بحاجة إلى مضاعفة عدد المساكن الجديدة التي تُبنى سنوياً لتجاوز أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن المتفاقمة في البلاد.
ووفقاً للتقرير الصادر يوم الاثنين، يجب على كندا بناء ما بين 430 ألفاً و480 ألف وحدة سكنية سنوياً حتى عام 2035، مقارنة بالمعدّل الحالي البالغ نحو 250 ألف وحدة سنوياً، وذلك من أجل استعادة مستويات القدرة على السكن كما كانت في عام 2019، أي قبل الطفرة السعرية التي أحدثتها جائحة كوفيد-19.
وأشارت المؤسسة إلى أنها عدّلت أفق التوقعات إلى 10 سنوات متحركة، بدلاً من استهداف عام 2030، الذي أصبح غير واقعي نظرًا للتأخيرات الطويلة في الموافقات وتشييد المشاريع.
وجاء في التقرير: “استعادة القدرة على تحمل التكاليف كما كانت قبل عقدين لم تعد واقعية، خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل حاد في مرحلة ما بعد الجائحة، وهو ما خلق تحديات هيكلية جديدة، خصوصًا في منطقتي مترو فانكوفر وتورنتو الكبرى.”
وكشفت النماذج الجديدة أن نسبة سعر المنزل إلى الدخل في مترو فانكوفر ارتفعت من 71٪ في 2019 إلى 99٪ في 2024، بينما في تورنتو الكبرى صعدت من 59٪ إلى 74٪ خلال نفس الفترة. حتى المناطق التي كانت تُعد ميسورة التكلفة، مثل نوفا سكوتشيا ونيو برونزويك ومانيتوبا، شهدت تراجعاً في القدرة على السكن بسبب النمو السكاني وقلة العرض.
ويختلف حجم البناء المطلوب حسب المناطق:
مونتريال الكبرى بحاجة إلى زيادة بنسبة 210٪ في عدد الوحدات الجديدة.
أونتاريو خارج منطقة تورنتو بحاجة إلى زيادة قدرها 228٪.
نوفا سكوشا وجزيرة الأمير إدوارد تحتاجان إلى مضاعفة الإنتاج السكني.
مترو فانكوفر يتطلب زيادة معتدلة نسبياً بنسبة 29٪ فقط.
أما مناطق مثل إدمونتون وأجزاء من كيبيك والولايات البحرية، فهي على المسار الصحيح للحفاظ على القدرة على السكن من دون الحاجة إلى زيادات كبيرة في العرض.
وتوقّع التقرير أن يؤدي تحسين العرض إلى انخفاض طفيف في متوسط الإيجارات في مدن مثل تورنتو ومونتريال (بنسبة 6.1٪)، وفانكوفر (2.7٪)، وكالغاري (6٪)، بينما سيكون الانخفاض أقل في إدمونتون (1.4٪).
لكن التقرير حذّر من أن غياب تدخلات متعددة سيؤدي إلى ارتفاع الإيجارات الشهرية على المستوى الوطني إلى أكثر من 1900 دولار بحلول عام 2035 (مقارنة بـ 1400 دولار حالياً)، وقد تصل أسعار المنازل إلى:
1.9 مليون دولار في فانكوفر (ارتفاعاً من 1.5 مليون في 2024)
1.9 مليون دولار في تورنتو (ارتفاعاً من 1.2 مليون في 2024)
وأشار التقرير إلى أن تعزيز العرض يتطلب قوة عاملة أكبر، واستثمارات خاصة أوسع، وتحسينات في إنتاجية قطاع البناء. ولفت إلى أهمية الاعتماد على تقنيات البناء المسبق والمصانع الجاهزة لتقليل التكاليف وسد النقص في العمالة.
ويُذكر أن رئيس الوزراء المرتقب مارك كارني عيّن غريغور روبرتسون، العمدة السابق لفانكوفر، كوزير جديد للإسكان، وهو شخصية ذات خلفية في قطاع البناء الجاهز.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني