هلا كندا – دفعت التوترات بين أمريكا وكندا على خلفية حرب الرسوم الجمركية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الشريك التجاري التاريخي لبلاده وتطلعه لضم الدولة الجارة لتصبح الولاية رقم 51 لبلاده، الكنديين إلى بيع عقاراتهم التي امتلكوها منذ سنين طويلة في الولايات المتحدة.
ومن هؤلاء ناتالي مانكوسو، وهي معلمة كندية في مدرسة ابتدائية، تمتلك شقة سكنية لقضاء العطلات في مدينة بومبانو بيتش بولاية فلوريدا، منذ أكثر من ست سنوات، مشيرة إلى أنها تشعر بعدم ارتياح متزايد للإبقاء على ملكيتها هذه منذ تنصيب ترامب.
وأوضحت مانكوسو البالغة من العمر 56 عاماً، والتي تعيش وتعمل بالقرب من مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الكندية، أنها وزوجها كانا يعتزان بالأسابيع التي قضياها في فلوريدا شتاءً، على الرغم من ارتفاع رسوم جمعيات مالكي المنازل وانخفاض قيمة الدولار الكندي، مما زاد من تكلفة المعيشة في العام الماضي.
ثم أعلنت إدارة ترامب عن رسوم جمركية جديدة على كندا، مما أثار قلقها من أن الحكومة الأميركية قد تفرض ضرائب على الكنديين الذين يمتلكون عقارات في الولايات المتحدة.
وأضافت أن إشارات ترامب المتكررة إلى كندا باعتبارها الولاية رقم 51 كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. وفي مارس/آذار الماضي باعت مانكوسو شقتها المكونة من غرفتي نوم وحمامين مقابل 235 ألف دولار أميركي. وقالت وفق تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال: “كان القرار النهائي مبنياً على الوضع السياسي.. كنا خائفين مما قد يحدث”.
ويتخلى العديد من الكنديين عن منازل العطلات التي كانوا يقضونها في الولايات المتحدة، ويبيعون عقارات امتلكوها لعقود في وجهات سياحية شهيرة مثل فلوريدا وأريزونا، وفقاً لوكلاء عقارات محليين.
ويقول الوسطاء إن عملاءهم يتحدثون عن شعور متزايد بعدم الراحة إزاء توجهات ترامب. ويقول الوكلاء إن إجراءات أخرى، مثل القاعدة الجديدة التي تلزم الرعايا الأجانب الذين يقيمون في الولايات المتحدة لأكثر من 30 يوماً بالتسجيل لدى الحكومة، جعلتهم قلقين بشأن قيود السفر المستقبلية.
وقالت كاثرين سبينو، من شركة “ليونزغيت” في مدينة بوكا راتون بولاية فلوريدا، حيث تعمل وكيلة عقارات منذ تسع سنوات إن حالة عدم اليقين تسود المشهد حالياً، مشيرة إلى أنه تلحظ منذ يناير الماضي، تضاعف عدد العملاء الكنديين الذين يعرضون منازلهم للبيع مقارنة بالعدد المعتاد في هذا الوقت من العام، وانخفاضاً حاداً في عدد الكنديين الراغبين في شراء منازل في المنطقة.
ويقول ديفيد ألترو، المحامي في شركة “ألترو إل إل بي”، وهي شركة لها مكاتب في كندا والولايات المتحدة وتساعد في تمويل العقارات عبر الحدود، إنه خلال 40 عاماً من الممارسة لم يشهد قط هذا القدر من الاهتمام من الكنديين الذين يرغبون في بيع منازلهم في الولايات المتحدة.
وأشار ألترو إلى أن شركته كانت تتلقى في السابق مكالمات من حوالي عميلين كنديين أسبوعياً إما باعوا أو يبيعون في الولايات المتحدة، لكن خلال الشهرين الماضيين، قفز هذا العدد إلى ما بين 20 و30 أسبوعياً.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني