هلا كندا – شهدت دبي فيضانات قياسية خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما أثار تكهنات مضللة حول “تلقيح السحب”.
فما مدى غرابة هطول الأمطار وما هي الأسباب وراء الأمطار الغزيرة؟
تقع دبي على ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة وعادة ما تكون جافة جدًا، ولكن على الرغم من أنه يتساقط أقل من 100 ملم (3.9 بوصة) من الأمطار سنويًا في المتوسط في دبي، إلا أنها تتعرض لهطول أمطار غزيرة في بعض الأحيان.
وفي مدينة العين -على مسافة تزيد قليلاً على 100 كيلومتر (62 ميلاً) من دبي- تم تسجيل نحو 256 ملم (10 بوصات) من الأمطار خلال 24 ساعة فقط.
كان السبب الرئيسي هو نظام الطقس المنخفض “المقطع” الذي يسحب الهواء الدافئ والرطب ويمنع أنظمة الطقس الأخرى من المرور.
وقال مارتن أمباوم، باحث الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ الذي درس أنماط هطول الأمطار: “يتميز هذا الجزء من العالم بمرور فترات طويلة دون هطول أمطار ثم هطول أمطار غزيرة وغير منتظمة، ولكن على الرغم من ذلك، كان هذا حدثا نادرا جدا لهطول الأمطار” في منطقة الخليج.
ليس في الإمكان حتى الآن تحديد حجم الدور الذي لعبه تغير المناخ بشكل دقيق، ويتطلب ذلك تحليلا علميا كاملا للعوامل الطبيعية والبشرية، وهو ما قد يستغرق شهورا عديدة.
ولكن هطول الأمطار القياسي يتوافق مع كيفية تغير المناخ، حيث يمكن للهواء الأكثر دفئا أن يحمل المزيد من الرطوبة -نحو 7% إضافية لكل درجة مئوية- وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى زيادة شدة المطر.
ويوضح ريتشارد آلان، أستاذ علوم المناخ في جامعة ريدينغ: “لقد حطمت كثافة الأمطار الأرقام القياسية، لكن هذا يتوافق مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، وتوفُّر الرطوبة الكافية لتغذية العواصف وجعْل هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات المصاحبة لها أكثر قوة بشكل تدريجي”.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن هطول الأمطار السنوي قد يزيد بنسبة تصل إلى 30% في معظم أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول نهاية القرن الجاري، مع استمرار ارتفاع درجة حرارة العالم.
يقول فريدريك أوتو، كبير المحاضرين في علوم المناخ بجامعة إمبريال كوليدج لندن: “إذا استمر البشر في حرق النفط والغاز والفحم، فسيستمر ارتفاع درجة حرارة المناخ، وسيستمر بالتبعية هطول الأمطار بغزارة أكثر، كما سيستمر الناس في فقدان حياتهم جرّاء الفيضانات”.
ما هو تلقيح السحب وهل لعب دورا؟
تتضمن عملية تلقيح السحب تلاعبا بالسحب الموجودة، للمساعدة في إنتاج المزيد من الأمطار.
ويمكن القيام بذلك عن طريق استخدام الطائرات لإسقاط جزيئات صغيرة (مثل يوديد الفضة) في السحب، بحيث يمكن لبخار الماء أن يتكثف بسهولة أكبر ويتحول إلى مطر.
وهذه التقنية موجودة منذ عقود، وقد استخدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة للمساعدة في معالجة نقص المياه.
وفي الساعات التي تلت الفيضانات، سارع بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبرير ظروف الطقس القاسية إلى عمليات تلقيح السحب الأخيرة في البلاد.
وأشارت تقارير سابقة لوكالة بلومبرغ إلى أنه تم نشر طائرات تلقيح السحب يومَي الأحد والاثنين، ولكن ليس يوم الثلاثاء، عندما حدثت الفيضانات.
وإلى ذلك يقول الدكتور أوتو: “حتى لو شجّع تلقيح السحب حول دبي على هطول المطر، فمن المحتمل أن يحمل الغلاف الجوي المزيد من المياه لتكوين السحب في المقام الأول، بسبب تغير المناخ”.
ويتم اللجوء إلى تلقيح السحب بشكل عام عندما تكون ظروف الرياح والرطوبة والغبار غير كافية لتساقط المطر، وفي الأسبوع الماضي، حذر خبراء الأرصاد الجوية من ارتفاع مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء الخليج.
وتقول ديانا فرانسيس، رئيسة قسم البيئة والعلوم الجيوفيزيائية بجامعة خليفة في أبوظبي: “عندما يتم التنبؤ بمثل هذه الأنظمة المكثفة واسعة النطاق، لا يتم تنفيذ عملية تلقيح السحب -وهي عملية مكلفة- لأنه لا توجد حاجة إلى زرع بذور مثل هذه الأنظمة القوية ذات النطاق الإقليمي”