أخبار هلا كندا – وكالات
كشف مصدر مطّلع على المفاوضات الجارية في الدوحة، العاصمة القطرية، بهدف التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، عن تحقيق “تقدم كبير منتصف الليل”، حيث تم الاتفاق على مسودة وُصفت بأنها “نهائية”.
وأشار المصدر إلى أن هذا التقدم جاء بعد اجتماعات مكثفة شارك فيها رئيس الموساد دافيد بارنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، إلى جانب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
ورغم أن وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر إسرائيلي تأكيده أن إسرائيل “لم تتلق مسودة الاتفاق حول تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين”، إلا أن هيئة البث الإسرائيلية نفت ذلك، موضحة أن إسرائيل بالفعل تسلمت المسودة وتنتظر رد حماس.
تفاصيل الصفقة المرتقبة
من جهته، صرح قدورة فارس، مسؤول ملف الأسرى الفلسطينيين، لإذاعة “الشمس” بأن زيارته إلى الدوحة تهدف إلى الاطلاع على قائمة المعتقلين الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من الهدنة. وتشمل هذه القائمة المرضى وكبار السن، إضافة إلى النساء والأطفال.
وأشار فارس إلى أن القائمة قد تتضمن أسرى أُعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط عام 2011، والتي تم فيها تبادل الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا. وأكد أيضًا أنه سيعمل على تحسين ظروف الأسرى الذين سيبقون داخل السجون الإسرائيلية.
جهود الوساطة القطرية
في وقت سابق، أفادت وكالة “رويترز” بأن قطر، الوسيط الرئيسي بين الطرفين، قد سلمت إسرائيل وحماس مسودة نهائية لاتفاق لوقف إطلاق النار. يأتي هذا في أعقاب مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد الماضي.
وحسب بيان البيت الأبيض، ناقش بايدن ونتانياهو الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، مؤكدًا على الحاجة الملحة لتحقيق ذلك وزيادة المساعدات الإنسانية التي ستتاح بموجب الاتفاق.
ضغوط إسرائيلية داخلية
من جهة أخرى، أفادت تقارير حكومية إسرائيلية بأن نتانياهو مارس ضغوطًا على وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش لدعم اتفاق الهدنة. ووفقًا لتقارير قناة “كان 11″، برر نتانياهو موقفه بضرورة الحفاظ على العلاقات مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة دونالد ترامب، الذي تعهد بدعم السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
لكن سموتريتش أعرب عن رفضه الشديد عبر منصة “إكس”، واصفًا الصفقة بأنها “كارثة على الأمن القومي لإسرائيل”. وأكد أنه يرفض أي اتفاق يتضمن وقف الحرب أو إطلاق سراح قادة “إرهابيين”.
وأضاف: “الوقت الآن هو للاستمرار بالقوة الكاملة، واحتلال غزة بالكامل، وانتزاع السيطرة على المساعدات الإنسانية من حماس، وإجبارها على الاستسلام الكامل”.
المشهد الراهن
بينما تتواصل الجهود الدولية للتوصل إلى حل يوقف نزيف الدماء في غزة، تظل المواقف المتباينة داخل إسرائيل وأطراف المفاوضات عقبة أمام تحقيق اختراق حاسم.
