مدارس أونتاريو تشهد نقصاً حاداً في عدد المعلمين

اخبار هلا كندا -الصحافة الكندية- تشهد مقاطعة أونتاريو نقصًا حادًا في عدد المعلمين، حيث تتزايد معدلات التقاعد وارتفاع أعداد الطلاب المسجلين في المدارس، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه المشكلة بحلول عام 2027، وفقًا لتوقعات وزارة التعليم.

تأتي هذه التحذيرات ضمن مجموعة من الوثائق الموجهة للوزير الجديد للتعليم، والتي حصلت عليها وكالة الصحافة الكندية من خلال طلب الحصول على المعلومات. وأشارت الوثائق إلى أن العديد من مجالس المدارس في أونتاريو وغيرها يواجهون تحديات كبيرة في توظيف والاحتفاظ بعدد كافٍ من المعلمين المؤهلين، وخاصة في مجالات التعليم التقني والتعليم بالفرنسية.

وجاء في الوثيقة: “تشير النماذج التوقعية إلى أن الزيادة في تسجيل الطلاب في السنوات القادمة، إلى جانب ارتفاع معدلات التقاعد بين المعلمين، ستؤدي إلى فجوة متزايدة بين عدد المعلمين المطلوبين وعدد المعلمين المتاحين. من المتوقع أن تتسع هذه الفجوة اعتبارًا من عام 2027.”

هذه الأزمة ليست جديدة بالنسبة للنقابات التي تمثل المعلمين في أونتاريو، والتي تعتبر أن الظروف السائدة في المدارس، مثل العنف داخل الفصول الدراسية، نقص الدعم للتعليم الخاص، وقلة التمويل المخصص للإمدادات الدراسية، هي من الأسباب الرئيسية لنقص المعلمين.

اتحاد معلمي المرحلة الابتدائية في أونتاريو

قالت كارين براون، رئيسة اتحاد معلمي المرحلة الابتدائية في أونتاريو: “الوضع داخل الفصول الدراسية يزداد سوءًا. لدينا أعضاء في السنوات الخمس الأولى من حياتهم المهنية يتركون المهنة بسبب تدهور الأوضاع. من المقلق أن الحكومة تعلم بمشاكل التوظيف والاحتفاظ بالمعلمين ولكنها لا تبدي اهتمامًا كافيًا لمعالجتها.”

في المقابل، ذكرت المتحدثة باسم وزيرة التعليم، جيل دنلوب، أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات لمعالجة المشكلة، مثل تقليص مدة معالجة طلبات المتقدمين المحليين والدوليين، والسماح للطلاب في السنة الثانية من برنامج إعداد المعلمين بالعمل كمعلمين مؤقتين، واستبدال نظام التوظيف القائم على الأقدمية بنظام يستند إلى الجدارة لتسريع توظيف المعلمين.

وأضافت إدويتا مكاي في تصريحها: “يجب على مجالس المدارس والنقابات التعليمية أن تقوم بدورها في وضع خطة جادة لتحسين غياب المعلمين من خلال ممارسات إدارة الحضور بشكل أفضل، لضمان استمرار تعليم الطلاب على يد معلمين مؤهلين الآن وفي المستقبل.”

قبل عقد من الزمن، كانت أونتاريو تعاني من فائض في عدد المعلمين، حيث بلغت نسبة البطالة بين المعلمين الجدد حوالي 40% في السنة الأولى من حصولهم على شهاداتهم. وفي عام 2015، اتخذت الحكومة الليبرالية آنذاك قرارًا بتمديد مدة برنامج إعداد المعلمين من سنة إلى سنتين، مما أدى إلى انخفاض كبير في معدلات القبول، حيث تراجعت من أكثر من 7600 طالب في عام 2011 إلى 4500 طالب في عام 2021.

وأشارت كلية معلمي أونتاريو إلى أن معدلات البطالة بين المعلمين الجدد أصبحت الآن “تكاد تكون معدومة”. وصرحت كارين ليتلوود، رئيسة اتحاد معلمي المرحلة الثانوية في أونتاريو، بأنه قد حان الوقت لإعادة النظر في هذا البرنامج لتحسين الوضع التعليمي في المقاطعة.