هلا كندا –تكافح امرأة كندية فلسطينية وتأمل في لم الشمل بأسرتها المحاصرة في حرب غزة.
ومع تصاعد الحرب، تراقب نبيلة مانة من منزلها بمشاعر الخوف والعجز، حيث أن والدتها وإخوتها وعائلتها الممتدة جميعهم في غزة.
وقالت مانة وهي تحاول جاهدة حبس دموعها: “قُتل ابن عمي وزوج أختي، وزوج ابنة أختي، نفس الشيء، لقد توفي الكثير من أبناء عمومتي الآن”.
وتتذكر اللحظة التي أصبح فيها الصراع شخصيًا، قبل عام، أثناء زيارة عائلتها مع زوجها، كانت مانة وعائلتها على وشك الجلوس لتناول العشاء عندما ضرب صاروخ منزل جارهم.
وتحدثت: “كانت القطع تتطاير والدخان جعلنا لا يمكننا أن نرى بعضنا البعض، خرجنا بدون وشاح، بدون حذاء، بدون أي شيء، كان الأمر مروعًا للغاية في ذلك اليوم، كان الجميع يصرخون، لم يستطع أحد مساعدتنا لأن المنزل كان مليئًا بالدخان”.
وبقيت مانة في غزة لمدة شهرين، تواصلت هي وعائلتها مع الحكومة الفيدرالية طلبًا للمساعدة، لكنها قالت إنهم لم يقدموا لها أي مساعدة وعاشت في خوف دائم.
معاناة كبيرة
وقالت إنه خلال فترة وجودها عالقة في غزة، كان العثور على الطعام والماء أمرًا صعبًا بالنسبة لها ولعائلتها، وقد أصبح الأمر أسوأ، مما أدى إلى شعورها بمزيد من الإرهاق العاطفي.
وأضافت: “إنهم يأكلون من العلب وهو طعام منتهي الصلاحية، إنهم لا يهتمون لأنهم بحاجة إلى إطعام أطفالهم”.
وعلى الرغم من كونها بعيدة عن الصراع، فإن مجرد ممارسة الحياة اليومية الروتينية يمثل صراعًا بالنسبة لها.
وقالت وهي تبكي : “أشعر أن حياتي لا شيء هنا، عندما أحاول أن آكل أي شيء، أقول لا، لا يجب أن آكل لأن عائلتي هناك جائعة وليس لديها طعام لتأكله”.
وأكدت أنها تشعر بالذنب لأنها على الجانب الآخر من العالم من عائلتها، وقالت إنها تريد العودة.
وقالت إنها تبذل قصارى جهدها لإرسال الأموال إلى عائلتها ولكن هذا لم يساعد في وضعهم، لقد دمرت منازل عائلتها.
ولفتت أيضا أن العديد من أقاربها مرضى ولا يوجد لديهم أي دواء، بما في ذلك والدتها، التي أصبحت الآن عمياء في إحدى عينيها.
بالنسبة لها، البعد عن عائلتها لا يطاق، وعدم اليقين أسوأ من ذلك، وهي تعترف بأن كل يوم هو معركة بين الأمل واليأس.