هيثم حمد
رئيس تحرير شبكة هلا كندا الإعلامية
تشهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا توترًا كبيرًا بسبب السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فرض التعريفات الجمركية على الواردات الكندية، والتي لاقت ردود فعل قوية من كندا والكنديين، بل وحتى من بعض الأمريكيين الذين سيتأثرون سلبًا بهذه الإجراءات.
فمع اعلان ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية و10% على الطاقة، مبررا هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية الصناعة الأمريكية من المنافسة الأجنبية غير العادلة، مشيرًا إلى أن كندا والمكسيك والصين ودول أخرى تستغل الصناعة الأمريكية تستفيد منها بالمجان وبشكل غير عادل.
في الولايات المتحدة، كانت ردود الفعل مختلطة. بينما دعم فئة صغيرة من مؤيدي ترامب الصناعيين والسياسيين الذين يمثلون ولايات لا تعتمد مباشرة على الموارد من كندا ، إلا أن العديد من الخبراء الاقتصاديين والشركات الأمريكية انتقدوها. ووفقًا لتقارير اقتصادية، فإن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج للعديد من الصناعات الأمريكية التي تعتمد على بشكل أساسي على الموارد المستوردة من كندا، مما سيؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للشركات الأمريكية في الأسواق العالمية.
علاوة على ذلك، ستؤدي هذه الإجراءات إلى زيادة التوترات في سلسلة التوريد بين البلدين، مما سيؤثر على العديد من الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات والبناء. حيث عبر العديد من المزارعين الأمريكيين ان تلك الإجراءات ستأثر سلبًا عليهم بسبب الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها كندا على المنتجات الزراعية الأمريكية.
وأظهرت تقارير أولية من غرفة التجارة الأمريكية أن هذه الإجراءات ستكلف الاقتصاد الأمريكي مئات المليارات من الدولارات على شكل زيادة تكاليف الإنتاج وفقدان الوظائف. كما أن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها كندا ستؤدي إلى انخفاض صادرات الولايات المتحدة إلى كندا والعالم، مما سيؤثر على العديد من الصناعات الأمريكية.
لماذا يصر ترامب على أن تكون كندا ولاية أمريكية؟
ترامب الذي اعلن مراراً عن رغبته في ضم كندا كولاية أمريكية، إلا أنه بالحقيقة يعرف ان هذه التصريحات التي أثارت الجدل غير قابلة للتحقيق على ارض الواقع. فهو يُعرف بخطابه القومي والشعوبي، ويبدو أن تصريحاته حول كندا هي جزء من استراتيجيته التفاوضية لتحقيق مكاسب تجارية، وليس بالضرورة تعبيرا عن رغبة حقيقية في ضم كندا. الا ان هذه التصريحات التي أثارت حفيظة الكنديين الذين يعتزون ببلدهم كندا!
بينما يبدو الهدف المعلن هو حماية الصناعة الأمريكية، إلا أن النتائج تبدو مختلطة وغير واضحة المعالم، فمع الخسائر الاقتصادية الكبيرة لكلا البلدين أتوقع ان يقوم بالتراجع عنها واتوقع ان يتم الاتفاق مع كندا بتوحيد العملة “الدولار” مع ضمان حصوله على الموارد الكندية بأسعار تفضيلية.
وفي النهاية، يبدو أن هذه الإجراءات هي جزءًا من استراتيجية ترامب التفاوضية، لكنها ستترك أثرًا سلبيًا على العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا الى الأبد!