هلا كندا- أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الجمعة إن كندا تدعم بشكل كامل محكمة العدل الدولية، لكن هذا لا يعني أنها تدعم فرضية قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.
ويأتي هذا بعدما رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام المحكمة العليا للأمم المتحدة، يوم الخميس، معتبرة أن القصف الإسرائيلي لغزة والحصار الذي تفرضه على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك “هو إبادة جماعية”.
ونفت إسرائيل، بشدة هذه المزاعم نفيا قاطعا.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان مكتوب بعد ظهر الجمعة إن هناك عتبة قانونية عالية لإثبات مزاعم الإبادة الجماعية.
ولم يكن ترودو ولا جولي محددين بشأن ما ستفعله كندا إذا حكمت محكمة العدل الدولية لصالح مطالبات جنوب أفريقيا، لكن جولي حذرت من أن القضية قد تثير أعمالاً معادية للسامية.
وقال ترودو خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة في مدينة جيلف بأونتاريو: “كندا منخرطة في خمس قضايا أمام محكمة العدل الدولية لأننا نؤمن بأهمية ذلك كمؤسسة، لكن دعمنا المخلص لمحكمة العدل الدولية وعملياتها لا يعني أننا نؤيد فرضية القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل”.
وفي بيان عقب تصريحات ترودو، أشارت جولي إلى أن اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 تحدد الجريمة على أنها تهدف إلى تدمير مجموعة كليًا أو جزئيًا، بسبب جنسيتها أو عرقها أو عرقها أو دينها.
وكتبت: “إن تلبية هذه العتبة العالية يتطلب أدلة دامغة، يجب علينا التأكد من أن الخطوات الإجرائية في هذه الحالة لا تستخدم لتعزيز معاداة السامية واستهداف الأحياء والشركات والأفراد اليهود، وفي الوقت نفسه، سنواصل الوقوف ضد الإسلاموفوبيا والمشاعر المعادية للمسلمين”.
وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة الدولية أن تأمر إسرائيل بوقف هجماتها، التي بدأت بعد أن قتل مسلحو حماس 1200 شخص في إسرائيل واحتجزوا حوالي 240 شخصا، من بينهم بعض الأطفال، كرهائن يوم 7 أكتوبر.
وردت إسرائيل بغارات جوية وبتقييد الوصول إلى الإمدادات الحيوية في الأراضي التي تسيطر عليها حماس، حيث تقول السلطات المحلية إن أكثر من 23200 فلسطيني قتلوا.
وأطلقت حماس سراح حوالي 100 رهينة خلال وقف إطلاق النار المؤقت في نوفمبر، والذي انتهى عندما اتهمت إسرائيل حماس بإطلاق صاروخ على إسرائيل وانتهاك شروط وقف إطلاق النار لإطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال المجلس الوطني للمسلمين الكنديين إنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة” إزاء رد ترودو، بحجة أنه لم يرق إلى دعم مبادئ الإنسانية والمساءلة.
وجاء في بيان المجلس “هذا يشير إلى فشل في دعم التزام كندا بالقانون الدولي”.
وقال مركز إسرائيل والشؤون اليهودية إنه سعيد برؤية بيان ترودو الأولي، لكنه كان يأمل أن ترفض جولي بوضوح “مزاعم الإبادة الجماعية التشهيرية ضد إسرائيل”.
وعارضت ألمانيا قضية جنوب أفريقيا يوم الجمعة، قائلة إنه “لا يوجد أساس على الإطلاق” لاتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وتقول تقارير إعلامية إن متحدثًا باسم الحكومة البريطانية أخبر الصحفيين أن حالة جنوب إفريقيا غير مبررة وخاطئة.
وقالت فرنسا علناً إنها ستؤيد قرار المحكمة، وكان حزب الديمقراطيين الجدد الفيدرالي قد حث كندا أيضًا على اتخاذ هذا الموقف وعدم التدخل في معارضة القضية.
وقد عبر أعضاء الحزب الليبرالي التابع لترودو عن مجموعة من الآراء حول هذه القضية، حيث انحاز البعض إلى جنوب إفريقيا والبعض الآخر إلى جانب إسرائيل.
وقبل المؤتمر الصحفي الذي عقده ترودو يوم الجمعة، اتهم زعيم المعارضة الرسمي بيير بوليفر رئيس الوزراء باللعب على جانبي القضية.
وقال بويليفر للصحفيين يوم الجمعة في وينيبيج: “إنه يقول ما تريد سماعه، ثم يذهب إلى مجموعة أخرى ويقول العكس تمامًا”. ويعارض حزب المحافظين هذه القضية.
وقال بويليفر إن القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا “تم التعامل معها بطريقة مخزية وغير نزيهة”
