اخبار هلا كندا – أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المتكررة بضم كندا كولاية أمريكية رقم 51 موجة من الجدل والغضب في الأوساط الكندية. الرد الأبرز جاء من زعيم حزب المحافظين بيير بوليفير، الذي رفض الفكرة بشكل قاطع، معبرًا عن رفضه للمساس باستقلال كندا وسيادتها الوطنية.
وفي تصريح شديد اللهجة، قال بوليفير:
“لن تكون كندا أبدًا الولاية 51. أقول بكل وضوح: ضعوا خطًا تحت هذا الكلام. نحن بلد مستقل وعظيم. لقد أنفقنا مليارات الدولارات وفقدنا مئات الأرواح لمساعدة الأمريكيين في الرد على هجمات 11 سبتمبر التي شنها تنظيم القاعدة. نحن نوفر للولايات المتحدة مليارات الدولارات من الطاقة عالية الجودة والموثوقة تمامًا، بأسعار أقل من السوق. نحن أيضًا نشتري مئات المليارات من المنتجات الأمريكية. ومع ذلك، فإن حكومتنا الليبرالية الضعيفة والبائسة فشلت في استخدام هذه النقاط الواضحة لصالحنا. أنا سأقاتل من أجل كندا.”
بوليفير لم يكتفِ برفض الاقتراح فحسب، بل قدم رؤية واضحة لاستعادة مكانة كندا كدولة قوية ومستقلة، قائلاً:
Canada will never be the 51st state. Period.
We are a great and independent country.
We are the best friend to the U.S. We spent billions of dollars and hundreds of lives helping Americans retaliate against Al-Qaeda’s 9/11 attacks. We supply the U.S. with billions of dollars of…
— Pierre Poilievre (@PierrePoilievre) January 7, 2025
“عندما أصبح رئيسًا للوزراء، سنعيد بناء جيشنا ونستعيد السيطرة على حدودنا لضمان أمن كندا والولايات المتحدة. سنستعيد السيطرة على القطب الشمالي لمنع روسيا والصين من اختراقه. سنخفض الضرائب ونقلل البيروقراطية، وسنسرّع الموافقة على مشاريع استغلال الموارد الضخمة لإعادة الرواتب والإنتاج إلى بلدنا. بعبارة أخرى، سنضع كندا أولاً.”
تاريخ العلاقات الكندية-الأمريكية وتأثير الاقتراح
لطالما كانت العلاقات بين كندا والولايات المتحدة معقدة ومتعددة الجوانب. ورغم التعاون الاقتصادي والسياسي الوثيق، فإن الحفاظ على السيادة الكندية كان دائمًا خطًا أحمر بالنسبة للقيادات الكندية. الاقتراح الذي طرحه ترامب يُعتبر تجاوزًا لهذا الخط، ويثير تساؤلات حول رؤية الإدارة الأمريكية السابقة لمستقبل الشراكة بين البلدين.
بوليفير استغل هذه المناسبة لتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة الليبرالية بقيادة جاستن ترودو، معتبرًا أنها لم تدافع بشكل كافٍ عن مصالح كندا في التعامل مع الولايات المتحدة.
تصريحات بوليفير تأتي في وقت تواجه فيه كندا تحديات متزايدة على الصعيد الدولي، بما في ذلك التوترات في القطب الشمالي بسبب النشاط الروسي والصيني، فضلاً عن الحاجة إلى تعزيز الدفاعات الحدودية. رؤيته التي طرحها تهدف إلى تعزيز استقلال كندا اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، في مواجهة أي محاولات للتقليل من دورها كدولة ذات سيادة.
بينما أظهر بوليفير موقفًا قويًا وحاسمًا، من المتوقع أن يكون هذا الموضوع محورًا للنقاش السياسي في الفترة المقبلة، حيث يمثل تحديًا كبيرًا للهوية الوطنية الكندية ومكانتها الدولية.
يُعد تصريح بوليفير تأكيدًا على رفض كندا لأي محاولة للتشكيك في استقلالها وسيادتها. ومع تصاعد التوترات الدولية، يبدو أن هذا الموقف سيشكل جزءًا مهمًا من النقاش السياسي الداخلي والخارجي في المستقبل القريب.