هلا كندا – وكالات – يواصل آلاف الفلسطينيين الانتظار للحصول على تأشيرات من كندا، وهي الدولة التي تفاخر باستقبالها مواطنين من جميع أنحاء العالم.
ولكنها تتباطأ في لم شمل عائلات من غزة التي فرت من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
وكانت الفلسطينية ريم اليازوري في الرابع من سبتمبر الماضي إحدى الواصلات حديثاً إلى مدينة تورتنو، قادمة من قطاع غزة مروراً بمصر، وبينما تكافح هي وأفراد من أسرتها للحصول على تصاريح عمل وتأمين صحي، لا يزال والداها عالقين في القاهرة في انتظار الحصول على تأشيرة كندية بعد فرارهما قبل سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتقول اليازوري “عقلي مشغول بوالديّ… أشعر بالذنب، صدقوني، عندما أتيت إلى هنا وتركتهم هناك قالوا لنا: اذهبوا وابدأوا حياتكم… لا تقلقوا بشأننا”.
وتحاول الأسرة دخول كندا من خلال برنامج إقامة مؤقتة لسكان غزة الذين لديهم أقارب هناك، حيث تقدم شقيقها هاني أبو شومر، وهو مواطن كندي، بطلب لانضمام ستة من أفراد أسرته إليه في كندا بعد ساعات من إطلاق البرنامج في يناير.
وبعد تسعة أشهر ورحلة مريرة للخروج من غزة، لا يزال الوالدان عالقين في القاهرة.
وكانا قد أكملا الخطوة الرئيسية الأخيرة في عملية طلب التأشيرة، وهي تقديم المعلومات الخاصة بالقياسات الحيوية، قبل ستة أشهر.
ويقول محامون متخصصون في شؤون الهجرة إن الانتظار بالنسبة لسكان غزة أطول من الذي تواجهه مجموعات أخرى تفر من الصراع أو الكوارث
ويعتبر والدا أبو شومر من بين آلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على تأشيرات من كندا، وهي الدولة التي تفاخر باستقبالها مواطنين من جميع أنحاء العالم.
وكانت كندا قد أعلنت في مايو أنها ستستقدم ما يصل إلى خمسة آلاف من سكان غزة، وهو ما يزيد عن الرقم الذي تعهدت في ديسمبر باستقباله من القطاع الفلسطيني، والذي كان ألفاً فقط.
وبعد أشهر، وصل ما يزيد قليلاً عن 300، ووافقت السطات على 698 طلباً من أصل أكثر من 4200 قُدّمت.
معاناة كبيرة
وقال أبو شومر إن الحي الذي كانت تعيش فيه أسرته هو وريم في مدينة غزة لم يعد له وجود تماماً، واضطروا للفرار من منزلهم عدة مرات.
وتحدثت “رويترز” مع كثير من مقدمي الطلبات الذين قالوا إنهم ينتظرون منذ أن قدموا بياناتهم الحيوية قبل عدة أشهر، مما يقوض آمالهم في لم الشمل مع أقاربهم في كندا في وقت قريب.
ولم تقدم كندا أي وعود بشأن المدة التي سيستغرقها إنهاء إجراءات التأشيرات لسكان غزة الفارين من الصراع، وتقول إنها ليست لديها سلطة تذكر على تمكين أي أحد من مغادرة القطاع.
وكتبت المتحدثة باسم إدارة الهجرة جولي لافورتون في رسالة بالبريد الإلكتروني تقول إن تركيز كندا “ينصب على لم شمل الأسر وإحضارها إلى بر الأمان في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت أن الحاجز الأساسي هو الخروج من غزة.
وقالت لافورتون إن أوقات فحص الطلبات تختلف “بناء على تفاصيل كل ملف ومدى تعقده، والكثير من العوامل خارج سيطرة دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية”.
وقالت الحكومة الكندية إنها تواصل تقديم أسماء المتقدمين بطلبات الهجرة إلى المسؤولين الإسرائيليين، “لكنها لا تقرر في نهاية المطاف من يمكنه الخروج من غزة”.
وكتبت لافورتون “وافقت إسرائيل على طلب كندا خروج أفراد الأسرة الممتدة في غزة ضمن جهودها الإنسانية الآخذة في التوسع. غير أن معبر رفح مغلق في الوقت الحالي”، في إشارة إلى نقطة الدخول الرئيسية بين غزة ومصر.