اخبار هلا كندا – شهدت كندا ارتفاعاً غير مسبوق في عدد طلبات اللجوء المقدمة من الطلاب الدوليين، مسجلةً رقماً قياسياً جديداً في عام 2024. وفقاً لبيانات الهجرة الفيدرالية، تقدم الطلاب الدوليون بما يقرب من 14,000 طلب لجوء بين يناير وسبتمبر 2024، متجاوزين إجمالي عام 2023 الذي شهد حوالي 12,000 طلب، بينما بلغ العدد في عام 2018 نحو 1,810 طلبات فقط.
تحديات وإساءات في نظام الهجرة
أثار هذا الارتفاع الكبير قلق المسؤولين حول نزاهة نظام الهجرة واللجوء في كندا. وأوضح وزير الهجرة الكندي، مارك ميلر، أن جزءاً كبيراً من هذه الطلبات “كاذب في الغالب”، بسبب مستشاري هجرة يقدمون نصائح مضللة للطلاب الدوليين.
وقال ميلر: “من الواضح تماماً أن شخصاً قضى عاماً أو أكثر في كندا، ولم تتغير الظروف في بلده الأصلي، لا يبدو منطقياً أن يقدم طلب لجوء.”
كما أشار الوزير إلى أن استغلال نظام اللجوء يضر بمصداقيته، ويؤثر سلباً على الأشخاص الذين يحتاجون الحماية الحقيقية.
أرقام وإحصائيات
أظهرت البيانات أن بعض المؤسسات التعليمية شهدت أعلى عدد من الطلبات:
– كلية كونستوجا (أونتاريو): 520 طلباً
– كلية سينيكا: 490 طلباً
– كلية نياجرا: 410 طلباً
البلدان الأكثر تصديراً لهذه الطلبات فهي:
الهند، نيجيريا، غانا، غينيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
استغلال النظام وتصاريح العمل
تحدثت تقارير عن مستشارين للهجرة يفرضون رسوماً تتجاوز 7,000 دولار على الطلاب لمساعدتهم في تقديم طلبات لجوء، وأحياناً يتخلون عنهم في منتصف العملية.
يُذكر أن النظام الحالي يمنح طالبي اللجوء تصاريح عمل أثناء معالجة طلباتهم، ما يسمح لهم بالبقاء والعمل في كندا لفترات طويلة، وهو ما يُعتبر ثغرة يُساء استخدامها.
إصلاحات مقترحة
اقترح المشرعون وصناع السياسات بعض التدابير للحد من سوء استخدام النظام، ومنها:
1. الاستبعاد التلقائي: منع الطلاب الحاصلين على تصاريح دراسية أو عمل من تقديم طلبات لجوء إذا أوشكت تصاريحهم على الانتهاء.
2. تقديم طلبات فورية: إلزام تقديم الطلبات خلال 24 ساعة من دخول كندا.
3. الفحص المعزز عند الحدود: التحقق من شرعية الطلبات قبل السماح بالدخول.
نداء للمساءلة وضمان الشفافية
دعا الوزير ميلر كلية مستشاري الهجرة والمواطنة (CICC) للتحقيق في المستشارين المتورطين في تقديم نصائح مغلوطة، مشيراً إلى أن هذه التصرفات قد تنتهك قوانين السلوك المهني وتُعد شكلاً من أشكال الاحتيال.
كما طالب بتعاون الكلية مع دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية لتذكير المستشارين بالتزاماتهم الأخلاقية، والعمل على تحسين النظام.
في ظل ارتفاع الطلبات وخفض أهداف الهجرة السنوية، تواجه كندا تحديات كبيرة في الحفاظ على نزاهة نظامها. وتتطلب المرحلة المقبلة إصلاحات جوهرية لضمان تحقيق التوازن بين حماية اللاجئين الحقيقيين ومنع استغلال النظام.
