هلا كندا- تتجه أسعار الغذاء في كندا إلى ارتفاع جديد العام المقبل، إذ يتوقع تقرير أسعار الغذاء لعام 2026 زيادة تتراوح بين أربعة وستة في المئة، ما قد يرفع إنفاق أسرة من أربعة أفراد إلى 17,571 دولاراً خلال السنة.
ويشير التقرير الصادر عن جامعة دالهوزي وعدد من المؤسسات الأكاديمية إلى أن هذا الارتفاع يضيف نحو ألف دولار إلى فاتورة الغذاء السنوية مقارنة بعام 2025، في امتداد لزيادات سجلت أكثر من 30 في المئة منذ ما قبل الجائحة.
ويؤكد الباحثون أن استقرار التضخم عند حدود اثنين في المئة لا ينعكس على أسعار الغذاء التي ارتفعت بوتيرة أسرع من المؤشر العام.
ويشيرون إلى أن ربع الأسر الكندية تواجه انعدام الأمن الغذائي، بينما زار 2.2 مليون شخص بنوك الطعام شهرياً هذا العام.
ويرجّح التقرير أن تؤدي ضغوط سوق العمل الناتجة عن إصلاحات العمالة المؤقتة إلى ارتفاع الكلفة في القطاع الزراعي، ما يدفع الأسعار إلى الصعود.
وتزيد آثار التغير المناخي من اضطراب الإنتاج في العالم، بينما تستمر هيمنة خمس شركات كبرى على أكثر من ثمانين في المئة من السوق الوطنية.
وتتأثر الأسعار أيضاً بالخلاف التجاري مع الولايات المتحدة، رغم تراجع الرسوم على معظم السلع.
وانخفضت صادرات كندا سبعة ونصف في المئة في الربع الثاني من 2025، بينما تراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 3.2 في المئة وسط تأثيرات مباشرة للرسوم على سلاسل التوريد.
وتشهد المقاطعات تفاوتاً واسعاً في وتيرة الارتفاع، إذ يتوقع أن تسجل ألبرتا ونيوبرنزويك ونوفا سكوتشيا وأونتاريو وكيبيك زيادات أعلى من المعدل الوطني. بينما تبقى الزيادات في بريتش كولومبيا ومانيتوبا أقل من المتوسط، وتأتي الأرقام في ساسكاتشوان وجزيرة الأمير إدوارد ضمن المعدل العام.
وتشير البيانات إلى أن 86 في المئة من الكنديين قللوا استهلاك اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها، بينما اتجه ربع السكان نحو الأغذية المجمدة لانخفاض سعرها وطول مدة صلاحيتها.
ويؤكد الباحثون أن هذه التغييرات تؤدي إلى تراجع القيمة الغذائية في الوجبات اليومية.
وتتفاوت توقعات الأسعار بين ثماني فئات غذائية، إذ تبقى المأكولات البحرية والفواكه الأكثر استقراراً بزيادات طفيفة، بينما تسجل منتجات الألبان والمخابز والخضروات ارتفاعات معتدلة.
وتصل الزيادات إلى مستويات أعلى في المطاعم والوجبات الجاهزة، إضافة إلى فئة المنتجات الأخرى مثل القهوة والزيوت والمواد المعلبة.
وتتصدر اللحوم قائمة الزيادات، إذ يتوقع أن ترتفع بين خمسة وسبعة في المئة في 2026، مع صعود أسعار لحم البقر بنسبة كبيرة نتيجة انخفاض أعداد الماشية وجفاف الصيف في غرب البلاد.
ويشهد قطاع الدواجن ضغوطاً إضافية بسبب نقص الإنتاج وانتشار إنفلونزا الطيور.
ويقدّر التقرير أن يكلف الغذاء فتىً مراهقاً أكثر من خمسة آلاف دولار العام المقبل، بينما تصل كلفة أسرة نموذجية إلى أكثر من 17 ألف دولار.
ويخلص الباحثون إلى أن التحديات التي واجهتها الأسر في 2025 ستستمر في 2026 مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


